مايا ياغي«الفيتوبلاسما»، أو مكنسة الساحرة، هو مرض يفتك باللوزيات وببعض أشجار الفاكهة الصيفية، نالت نصيبها من الإصابة به آلاف الأشجار في لبنان هذا العام. فقد انتشر المرض بسرعة تفوق انتشار المعرفة به وتوعية المزارعين عليه حتى قضى على الكثير من الإنتاج لوزاً ودراقاً ونكتارين.
«معرفة المزارعين بهذا المرض قليلة، والعوارض التي تظهر على الشجرة لا يتوقع أنها عوارض مرض أبداً» كما تقول المهندسة الزراعية رولا معكرون شارحة «فالعوارض تبدأ من إزهار مبكر ومن تكوّن للبراعم منذ شهر شباط. وفي آذار، يزداد عدد أوراق الشجرة ذات الأطراف الحمراء كثيراً جداً إلى أن يحلّ نيسان من دون أن تثمر الأزهار، بل تظهر، عوضاً عنها، في أيار، ما يشبه أوراق الحبق مع نمو كثيف للأغصان وتفرع غير طبيعي، ليصبح شكل الشجرة كالمكنسة تماماً، ومن هنا كانت التسمية. أما الثمار، فشكلها يتغير لتصبح طولية وصغيرة إلى أن تيبس الشجرة تماماًَ في حزيران وآب».
عوارض قد تغيب حتى عن بعض المهندسين. ورغم أن أسباب هذا المرض لا تزال مجهولة حتى الآن، إلا أن الدراسات العلمية التي تجري في المختبرات ترجّح أن يكون انتشاره بسبب حشرة ما. وحالياً، يُجمع عدد من الحشرات وتُجرى فحوصات «الدي أن آي» لتحديد الحشرة المسؤولة عن نقله. ولغاية الآن، لم يُعرف السبب الرئيسي وراء قدوم المرض إلى لبنان، ولكن المرجح أن يكون السبب الرئيسي هو أن معظم بساتين اللوزيات في لبنان لا تخضع لعملية مكافحة الحشرات الكيميائية. وكان باحثون في الجامعة الأميركية قد شرعوا في محاولة معرفة طرق مكافحة المرض وأسبابه منذ أن لوحظ وجود حالات عدة منه عام 2000، إلا أن هذه الدراسات توقفت في مرحلة ما. وتكمن خطورة هذا المرض في أنه معد ينتقل من خلال المنشار أو مقص التشحيل إلى الأشجار السليمة. وحتى الآن، ليس له علاج، سوى الوقاية، أو قطع الشجرة المريضة، إضافة إلى استعمال النصوب أو الشتول الموثوقة والخالية من الأمراض، من دون أن ننسى طبعاً عمليات التعقيم الضرورية في حال استخدام مقص واحد من شجرة لأخرى.
في محاولة لاحتواء الأزمة، بدأ مكتب التعاون الإيطالي ومؤسسة جهاد البناء الإنمائية بحملات توعية للمزارعين. ولأن انتشاره عم جميع المناطق اللبنانية فإن التوصل إلى حلول بارزة ومستعجلة ضروري، وقد تقي هذه الحلول زراعة اللوزيات في لبنان من التعرض لهذه المخاطر، وخصوصاً بالنسبة للمناطق السليمة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الجهات المذكورة تعلن عن استعدادها لتلقي أي ملاحظات من المزارعين عن اشتباههم بوجود هذه العوارض في بساتينهم بهدف مساعدتهم في كيفية الوقاية منها.