رنا حايكهذا العام، كان طلاب البروفيه أوفر حظاً من زملائهم في البكالوريا. فرغم ما أُشيع عن تقديم وزارة التربية لمواعيد الامتحانات الرسمية هذا العام استثنائيّاً بسبب بدء المونديال، إلّا أن المواعيد لم تتطابق تماماً بالنسبة إلى الجميع. ففيما «زمط» طلاب البروفيه، إذ انتهى «ماتش» امتحاناتهم قبل بدء «ماتشات» المونديال، قدم طلاب البكالوريا في قسمي علوم الحياة والعلوم العامة امتحاناتهم خلال الأيام الماضية تحت وقع هدير الملعب الجنوب أفريقي، المتسلّل إلى غرفهم من تلفزيونات الجيران. الإغواء كان شديد الوطأة عليهم، ولم يتنفّسوا الصعداء سوى أمس، مع آخر امتحاناتهم. أمّا طلّاب فرعي الاجتماع والاقتصاد، والآداب والإنسانيات، فلا يزالون تحت ضغط لن يتخلّصوا منه سوى في 23 حزيران، آخر يوم من امتحاناتهم، التي تبدأ في 18 منه.

الكتاب بيد والريموت كونترول باليد الأخرى

في هذا المجال، لم يعد تصنيف المهتمّين بمتابعة الحدث العالمي بحسب الجنس ممكناً. فالاهتمام بمتابعة المباريات ليس حكراً على الشبّان كما هو شائع اجتماعياً، إذ هناك الكثير من الفتيات أيضاً، الشغوفات بكرة القدم. سارة، التي تستعدّ اليوم لامتحانات فرع الاجتماع والاقتصاد، تحاول خلال هذه الفترة التوفيق بين الدراسة ومشاهدة المباريات، فـ«بدرس بالنهار وباحضر ماتش الساعة 9:30 بالليل»، كما تقول. تشجّع سارة الفريق البرازيلي، تحسد طلاب البروفيه، وتحسد جارها الذي أصبح باستطاعته، منذ يوم أمس، بعدما قدّم آخر امتحاناته في فرع العلوم العامة، التفرّغ لمشاهدة مباريات يفوتها الكثير منها.
«كنا ندرس ودَينتنا مسلّطة عالتلفزيون. كل شوي قوم شوف وين صار الماتش ومين سجّل هدف»، يقول رامي، الذي انتهى يوم أمس من تقديم امتحاناته في فرع العلوم العامة، التي «الحمد لله كانت سهلة، يمكن سهّلوها علينا ميشان المونديال» كما يقول ضاحكاً. أمّا سعد، الذي لا يزال يدرس لامتحانات الآداب والإنسانيات، فـ«الله وكيلك الكتاب بإيد والريموت كونترول بالإيد التانية. هيدا شي بيصير مرة كل 4 سنين. وصار عحظنا، شو بدنا نعمل!».