بنت جبيل ـــ داني الامين فجأة، انهار جزء من سقف منزل ياسر سعد في بنت جبيل. كاد الحادث يلحق كارثة بالأسرة لولا العناية الإلهيّة. فسقف غرفة نوم الأولاد هو الذي وقع أولاً فجراً، لكن الأولاد كانوا قد قرّروا قبل أيام النوم في غرفة أخرى بسبب الحرّ. المنزل كان قد أصيب بأضرار في حرب تمّوز الماضية، وسقطت كذلك بعض الصواريخ والقذائف الإسرائيلية بالقرب منه، ما عدّه المهندس المعماري حسين خنافر «أمراً مساعداً على تخلخل البناء، ومن الممكن أن يكون قد أسهم بانهيار السقف». «سقوط السقف كان مفاجئاً، ولم أكن أدرك أن حرب تموز قد تهدّد مجدّداً حياة أسرتي، رغم مرور 4 سنوات على اندلاعها» يقول ياسر سعد. ويقول: «إنه القدر من جديد، يعود لينقذ أسرتي من خطر محتوم، فقد سقطت عدة قذائف قريبة من هنا». وبحسب سعد، فإن أحد المهندسين المكلّفين الكشف على الأضرار التي لحقت بمنزله في حرب تموز أكد له أن سقف المنزل ليس بحاجة إلى إعادة بناء «لكنه نصحني بترميمه فقط». ويرى علي بزّي، أحد أبناء البلدة، أن «هذه الحادثة أخافت الكثيرين ممن تعرّضت منازلهم للقصف الإسرائيلي في تموز، وعُوِّض عليهم جزئياً لإعادة ترميمها فقط، لأنه كان على جميع اللّجان المكلّفة الكشف على الأضرار التي لحقت بالمنازل في الحرب أن تتأكد جيداً من عدم تخلخل الأبنية المتضرّرة، ومن عدم إمكان تهدّمها من جديد». في هذا السياق، يلفت المهندس خنافر، الذي كان قد شارك في إحدى لجان الكشف أن «المهندسين لم يدقّقوا كثيراً في الأضرار الخفيّة للمنازل المتضرّرة، حتى إنني أذكر أن بعض المنازل كُشف عليها من الخارج فقط، لأنها كانت مقفلة لغياب أصحابها». لكنّه في الوقت عينه يترك باب الاحتمالات مفتوحاً «فربّما ليست حرب تموز هي السبب الرئيسي في انهيار سقف منزل ياسر سعد، لأن تخلخل البناء بسبب القصف يكون أفقياً لا عمودياً». وفي جميع الحالات، يرى خنافر أن «عدداً من المنازل برزت فيها التصدّعات بعد ترميمها».
ورغم أن عدداً كبيراً من المتضرّرين قد حصلوا على تعويضات منصفة، إلّا أن البعض، بحسب خنافر، «حصل على تعويضات قليلة جداً نسبة إلى الأضرار، وقد حصل أن أشرفت على ترميم كثير من المنازل التي اضطرّ أصحابها إلى دفع مبالغ طائلة لترميمها، بعدما برزت الأضرار الخفيّة أثناء عملية الترميم».