عمر سعيدشهد شارع الحمرا يوم الجمعة الماضي إشكالاً بين سكان إحدى البنايات وعمال سوريين، وانتهى الأمر بوقوع جريح سوري وهروب شاب لبناني بعدما أطلق النار من سلاح حربي. قال سكان المحلة إنه فيما كانت سيارة سمير ش. مركونة أمام بناية معظم قاطنيها من العمال السوريين، وهذه البناية لا تبعد إلا أمتاراً قليلاً عن محلة قريطم، سقطت قارورة زجاجية على سيارة سمير ش.، فتكسر زجاجها. إثر ذلك وقع إشكال بين صاحب السيارة ومساندين له من جهة، وعمال سوريين من جهة أخرى.
تحدث شهود عيان عن وجود أمني كثيف، في ما يوحي «بحدث غير عادي، يتخطى الإشكال الفردي»، ولفت شهود إلى إيقاف سودانيَّين لا علاقة لهما بالإشكال. وفيما جاء في الرواية «الرسمية» أن عاملاً سورياً واحداً أُصيب في الإشكال، قال شهود لـ«الأخبار» إنهم شاهدوا عدداً كبيراً من المصابين بين العمال، وإن هؤلاء كانوا ينزفون، «أحدهم كبير في السن». وروى الشهود أنه في اليوم التالي حاصر شبان «ينتمون إلى تيار المستقبل البناية، وأمعنوا في الاعتداء على العمال السوريين». وفيما تحدث البعض «عن تدخل شبان من الحزب السوري القومي الاجتماعي لوقف الاعتداء على العمال»، أكد شهود من المحلة أن القوى الأمنية تدخلت وأوقفت عمالاً سوريين.
جاء في التقارير الأمنية، أنه «بسبب سقوط جسم صلب من بناية شاتيلا التي يقطن في إحدى طبقاتها عمال سوريون، ما أدى إلى تحطم الزجاج الخلفي لسيارة فريال غ.، زوجة سمير ش.، حصل إشكال بين سمير المذكور وأولاده وأشقائه من جهة، والعمال السوريين من جهة

لم يُوقَف أي لبناني شارك في الإشكال، والجريح عامل سوري
ثانية، فتدخلت القوى الأمنية وعملت على حل الإشكال، وأوقفت العاملَين محمود ع. ومحمد ح. اللذين أودعا فصيلة حبيش، ونُقل صالح ح. إلى مستشفى نجار للمعالجة لإصابته بجرح في رأسه نتيجة تعرضه للضرب». وفق التقارير الأمنية، تبين أنه أثناء الإشكال أقدم زياد ع. على إطلاق عدة عيارات نارية في الهواء من سلاح حربي، ثم فرّ إلى جهة مجهولة.
على خلفية الإشكال، وفي محلة الحمرا قرب أحد الفنادق، أقدم نحو 40 شخصاً عُرف منهم سليم ف. وطارق ح. وشخص ملقب بـ«دودو» يحملون العصي والسكاكين على التهجم على أربعة محالّ لبيع النراجيل والسمانة والخضار وصالون حلاقة، عائدة لعمال سوريين، عملوا على شتمهم وغادروا المكان.
كذلك أوقفت قوة من الجيش اللبناني العاملين ياسر ن. وسعد ح. لاشتراكهما في الإشكال.
لكن التقارير لم تفد بتوقيف أي لبناني، رغم الإشارة إلى مشاركة عدد كبير من الشبان والرجال في التهجم على العمال السوريين.