أسامة القادريجريح في إطلاق نار، هذا ما أدت إليه الخلافات المتجددة بشأن نشاطات الكسارات في البقاع.
مشكلة الكسارات في منطقة ضهر البيدر قديمة تتجدد في كل مناسبة، لعدم وضع الحلول الجذرية لها. فهذه المرة تطور خلاف بين أصحاب الكسارات غير المرخصة وأصحاب كسارة آل فتوش، إلى إشكال استُعملت فيه الأسلحة الرشاشة، إضافة إلى العصي والحجارة والسكاكين، وقع على أثرها جريح.
استعملت في الإشكال الأسلحة الرشاشة، إضافة إلى العصي والحجارة
وفي التفاصيل أنه أثناء انتقال بيار وموسى فتوش، صاحبي كسارة تعمل في منطقة عين دارة العقارية، جهة ضهر البيدر، وبرفقتهما موكب لمرافقيهما، وأثناء مرورهم من أمام كسارة تابعة لآل أبو غادر، وقع إشكال بين المرافقين وعمال الكسارة الأخيرة، واشتبك الفريقان بالأيدي، فتطور الأمر إلى استعمال العصي والسكاكين وإطلاق الرصاص من «رشاشات» المرافقين، ما أدى إلى جرح أحد العاملين في الكسارة، فنُقل إلى أحد مستشفيات المنطقة. وعلى الفور، تدخلت القوى الأمنية والعسكرية، وعملت على تطويق الحادث.
هذه الحادثة أخذت منحاً سياسياً وطائفياً عند طرفي النزاع. النائب نقولا فتوش عقد مؤتمراً صحافياً في مكتبه، شنّ عبره هجوماً عنيفاً على النائب أكرم شهيب، ووصفه بـ«وزير التهجير الذي يعمل على حملة مدبرة مع أصحاب الكسارات التي تعمل بصورة غير شرعية، ومدعومة منه». وقال فتوش إنه خلال زيارته الكسارة برفقة شقيقه، أوقفتهما دورية للأمن الداخلي تابعة لمخفر المديرج، تحذرهما من وجود أشخاص من آل أبو غادر يعدون لهجوم على الكسارة وقطع الطريق. ورأى النائب فتوش أن هذا الإشكال يأتي لتعزيز طرحه مع رئيس الجمهورية لبحث عملية المهل الإدارية.
أما الرواية الثانية، فيشير فيها أصحاب الكسارات إلى أن الإشكال وقع بعدما وجه مرافقو بيار فتوش أثناء مرورهم بموكب إشارات استفزازية غير أخلاقية لعمالنا، ولما لم يردّ أحد عليهم، ساروا في طريقهم إلى كسارتهم التي تبعد 50 متراً عن كسارتنا، وأثناء عودتهم تهجّم علينا مرافقوه وبدأوا بإطلاق النار عشوائياً، فأصيب على أثرها الشيخ مهنا أبو غادر.
ولفت أصحاب الكسارات إلى أن هذه المشكلة «دُبرت بعد علم آل فتوش بموعد زيارة الوزير شهيب لرئيس الجمهورية خلال الأيام المقبلة لمناقشته في شأن المهل الإدارية، حتى يحولها إلى مسألة طائفية، لشد العصب المسيحي حوله، ومن أجل أن يخلق مشكلة قبل أن يُبحث موضوع تراخيص عملنا مع رئيس الجمهورية، لتكون مناسبة له أن يحدث فخامته بالمنطق الطائفي والمذهبي، وبأننا نهدد السلم الأهلي».