المخدّرات آفة عابرة للحدود، ولأنها كذلك، يجتمع أعضاء «المكتب العربي لشؤون المخدرات» سنوياً بغية مكافحتها. وفي هذا الإطار، أفتتح أمس المؤتمر الـ27 في بيروت، بحضور 7 أعضاء من المجلس يمثلون كلاً من: السعودية، مصر، الأردن، سوريا، السودان والعراق، إضافة إلى ممثل عن السلطة الفلسطينية، وذلك في فندق «مونرو» ـــــ عين المريسة.يستمر المؤتمر على مدى يومين، برعاية المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، وبالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب.
في حفل الافتتاح، ألقى قائد الشرطة القضائية العميد أنور يحيى كلمة أشار فيها إلى «التفشي السريع لموجة تعاطي المخدرات، وجشع التجار والمروّجين لهذه السموم القاتلة»، لافتاً إلى أنه لا يمكن النجاح بتفكيك شبكات التهريب الوطنية والإقليمية والدولية، إلا باعتماد ما يأتي: الإسراع بإنشاء قسم لمكافحة المخدرات ضمن وحدة الشرطة القضائية كما هو معمول به في فرنسا، إجراء بعض التعديلات على قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية والسلائف، لجنة الإدمان على المخدرات، مكتب مكافحة المخدرات والهيئات غير الحكومية، المجلس الوطني لمكافحة المخدرات، إضافة إلى سرعة تفعيل مديرية السجون ومصلحة إصلاح الأحداث المنحرفين.
بدوره، ألقى مدير المكتب العربي لشؤون المخدرات اللواء بشير المجالي كلمة، شكر فيها وزير الداخلية والبلديات زياد بارود لمساهمته الدائمة في اجتماعات مجلس وزراء الداخلية العرب، ورأى أن لبنان «كان دائماً يترأس ويرعى هذه الدورات منذ سنوات، وسجّل إنجازات كثيرة في هذا الشأن»، مؤكداً أن المخدرات «هي التحدي الأكبر لمجتمعاتنا، وقد تمكنّا من ضبط مافيات كبيرة كادت تقضي على مجتمعاتنا العربية».
تحدث في الاجتماع رئيس مكتب مكافحة المخدرات العقيد عادل مشموشي، فأشار إلى أن «ظاهرة تفشي المخدرات عرفت أخيراً طفرة عالمية لم نشهد مثيلاً لها على امتداد القرون والعقود الأخيرة، من حيث سعة انتشارها، لكنهم لن يستطيعوا الصمود طويلاً أمام أجهزة المكافحة، فهم يجسّدون الشر القابع في نفوسهم».
(الأخبار)