كامل جابريمكن الناظر من أعلى بلدة الخيام، من الناحية الشمالية لمعتقلها المدمّر تماماً منذ عدوان تموز 2006، رصد التبدّل الجغرافي والديموغرافي الذي صيّرها أشبه بمدينة تنتشر على تلة محدودبة في مختلف الاتجاهات. «هذا التبدّل ما كان ليحصل لولا السخاء القطري الذي عمّ جميع أهلها المتضرّرين من العدوان، ومؤسساتها التي قامت من جديد بعد تدمير كلي»، يقول رئيس بلدية الخيام المهندس عباس عواضة.
كان حجم الدمار في الخيام بعد عدوان 2006 كبيراً جداً. أكثر من 3150 وحدة بناء شملتها التعويضات القطرية، بين هدم كلّي أو جزئي أو أضرار مختلفة. ويوم تفاوتت الإحصاءات بين جهة وأخرى في البلدة، اعتمدت قطر الرقم الأكبر «لكي لا يبقى مغبون واحد في الخيام». وبعد دفع مجمل مبالغ التعويض لأصحابها، فتح ملف باسم «المغبونين» غايته التعويض على أصحاب «الأمتار» خارج إطار الوحدة السكينة، ممن يزيد منزله على 130 متراً، وصولاً إلى حدود 260 متراً، أي إلى وحدتين كاملتين.
يقول رئيس البلدية عباس عواضة: «لقد أنجز ملف الترميم بالكامل، ودفعت قطر كلّ الحقوق الواجبة، بل هناك فائض في الدفع في بعض الأماكن. وقد صدّرت البلدية بعد العدوان ما يزيد على 1200 إذن بالبناء، بالتنسيق مع التنظيم المدني، ما شجّع المتضررين على استثمار مبالغ التعويض في بناء بيوت بديلة من تلك التي هدمها العدوان، مثلما شجع المغتربين من أبناء البلدية على تشييد أبنية لهم، بلغت ما نسبته 50% من الأبنية الجديدة». إلى جانب إعادة بناء البيوت، أسهمت دولة قطر في بناء وترميم خمس مدارس، بعضها بُني من جديد، إلى جانب مبنى البلدية، وثلاثة مساجد، وثلاث كنائس، ومبنى مجمع الإمام الخميني، ومبنى لتعاونية زراعية ومصلحة المياه، ومخفر الدرك، وجدران دعم، وتعبيد طرقات، وإنارة، وترميم المسلخ والشاليهات السياحية جنوب غرب البلدة. و«بالفعل، لقد وعدت قطر ووفت، وكانت على قدر المسؤولية، سخية بعطاءاتها. وما هذه الأبنية التي أعادت تشكيل مدينة الخيام التي صارت أكبر من بلدة، إلا بفضل المساعدات التي سارعت قطر إلى دفعها في أوقات قياسية».
قد تكون الخيام أكثر المدن الجنوبية التي شملتها تعويضات قطر وخدماتها. لذلك، واستعداداً لاستقبال أميرها في مبنى المجلس البلدي المشيّد على نفقة الدولة القطرية، استكملت الاستعدادات لاستقباله من خلال لجنة موسعة. ولا يخفي أهالي المدينة وفاعلياتها رغبتهم في أن تأخذ قطر على عاتقها حلّ أبرز هموم بلدتهم، وهو همّ الصرف الصحي الذي يُعدّ مشكلة متشعّبة بسبب وقوع الخيام على تلة كبيرة تنتشر في الاتجاهات الأربعة، لن تحلّها إلا شبكة دائرية مكلفة جداً.


الكنائس والأديرة



في برنامج زيارته للمنطقة الحدودية الجنوبية، يعرّج الأمير القطري على بلدة دير ميماس (مرجعيون) لتفقد مبنى دير «مار ميما» الذي أعادت قطر بناءه وتجهيزه، وقد بلغت تكلفة البناء والتجهيز 110.084.128 دولاراً أميركياً. فضلاً عن ترميم كنيسة الكاثوليك بمبلغ 14500 دولار أميركي. ورأى متروبوليت صيدا وصور ومرجعيون للروم الأرثوذكس المطران إلياس كفوري أن هذا الأمر يوازي كل الجهود التي تبذل في سبيل تثبيت المسيحيين في أرضهم. وفي الجرمق (جزين) أعادت قطر بناء كنيسة مار مارون المهدّمة منذ عام 1976. وسيستقبل وفد من الجرمق يتقدمه رئيس البلدية نبيل شديد أمير قطر في دير ميماس، وسيقدم له كتاب شكر على إسهامه في إعادة بناء الكنيسة. إلى دير ميماس والجرمق، أسهمت دولة قطر في إعادة بناء نحو 49 كنيسة وديراً في عدد من قرى الجنوب، في مختلف أقضيتها: مرجعيون، حاصبيا، صور، بنت جبيل، جزين والنبطية.
ك. ج.