الضنية ــ عبد الكافي الصمدعُثر قبل ظهر أمس على الطفلة زينب أحمد سليمان (3 سنوات ونصف سنة) جثة هامدة داخل قناة للريّ في بلدة عاصون ـــــ الضنية، بعد رحلة بحث عنها امتدت قرابة 22 ساعة، إثر فقد ذويها إيّاها، بعدما تركوها تلعب مع إخوتها على أرجوحة ضمن باحة المنزل الملاصق لمطعم الشلال، الذي يملكه والدها، والمجاور بدوره لقناة الريّ الرئيسية التي تمر في المنطقة.
عدم العثور عليها في محيط المنزل دفع ذويها، وعدداً من شبّان البلدة إلى القيام برحلة بحث مضنية امتدت من بعد ظهر أول من أمس حتى وقت متأخر من ليل الأربعاء ـــــ الخميس، دون أن يجدوا لها أثراً، رغم أن البحث عنها في قناة الري امتد من بلدة عاصون مروراً ببلدة حقل العزيمة، وصولاً إلى بلدة بخعون، قاطعين مسافة تقدّر بأكثر من 3 كيلومترات داخل البساتين والأحراج.
والدها الذي أبلغ القوى الأمنية باختفاء طفلته، «وضع أمامه احتمالين: الأول غرقها في قناة الريّ، والثاني اختطافها على أيدي غرباء»، على حدّ ما لفت إليه خالد زعرور، جار عائلة .
زعرور أوضح أنّ شبّاناً من البلدة وعناصر الدفاع المدني «لجأوا كاختبار إلى رمي صندوق مليء بالحجارة داخل القناة، التي يبلغ ارتفاعها وعرضها معاً قرابة مترين، إضافةً إلى ذبحهم خروفاً ورميه في القناة أيضاً، ولكن عندما لم يخرج لا الصندوق ولا الخروف من الطرف الآخر من القناة، رجّحوا أن تكون الطفلة عالقة داخلها، فبدأوا العمل على تكسير بعض أطرافها، إضافةً إلى قطع المياه عنها، ما سمح لبعض الشبّان بالدخول إليها لتنظيفها من أوساخ كثيرة كانت متراكمة داخلها، عدا أنها نفّذت بطريقة بدائية، حسب ما يبدو، في عملية استغرقت الكثير من الوقت، نظراً إلى برودة المياه ومخاطر الدخول إلى القناة، فجرت الاستعانة بأجهزة إضاءة كاشفة للمساعدة في هذا المجال».
في هذه الفترة كان الشبّان يعملون على إعادة ضخّ المياه في القناة بين ساعة وأخرى، ثم سارع شبان إلى قطع المياه عن القناة، فيما اندفع آخرون صوب جثة الطفلة، حيث عمل أحدهم على نزع قميصه لتغطيتها، ثم نقلها بمساعدة عناصر الدفاع المدني على الفور إلى مستشفى سير الضنية الحكومي، ليعاينها الطبيب الشرعي قبل تسليمها إلى أقاربها.
تجري تحقيقات للتوصّل إلى معرفة سبب الوفاة.