لا تجدون جوهرة الحياة على نهر النيل فقط، بل هي موجودة في لبنان» هذا ما جاء في الحملة الترويجية الهادفة الى تشجيع انتساب الاجانب الى «جامعة فلسطين الصيفية» والتعرف إلى قضية العرب المركزية
الخيارة ــ عفيف دياب
«من لديه عين واحدة بين عميان يعتبر ملكاً، ولأن لبنان بلد يتمتع، نسبياً، بالحرية، وهو أقرب جغرافياً الى فلسطين، اخترنا أن نحيي برنامج جامعة فلسطين الصيفية هنا» يقول النائب البريطاني السابق جورج غالاوي الذي أمضى نحو ساعة، صباح امس، على حاجز للجيش اللبناني في بلدة عين التينة في البقاع الغربي حتى سمح له مع المشاركين في فعاليات الجامعة، بالعبور الى الجنوب وزيارة معرض المقاومة في مليتا وتخوم الحدود مع فلسطين المحتلة. فالعبور الى الجنوب المحرر لا يمكن أن يتحقّق للغرباء وغير «الوطنيين» إلا بتصاريح خاصة تصدر عن الجيش، وهو إجراء متبع «أمنياً» منذ ان تحرر الجنوب عام 2000. ويتابع غالاوي الذي قدم المحاضرة الاولى عن جمعية «تحيا فلسطين» وأهدافها وسبب فكرتها أن «هذا البلد (لبنان) شهد ولادة حياتي السياسية، ووفر دعماً للقضية الفلسطينية لم يوفره أي طرف آخر».
اختيار لبنان ليكون البلد المضيف للجامعة الصيفية للتعريف بالقضية الفلسطينية، يأتي ايضاً بسبب تحوله الى عاصمة لـ«الحراك العربي» كما يقول نبيل حلاق الناطق الاعلامي باسم البرنامج «ما أسهم في تحقيق المشروع الذي هو الاول من نوعه وسيستكمل ببرنامج شتوي قد يعقد في الأردن إذا سُمح لنا بذلك، فنحن نصر على إقامة مثل هذه الأنشطة على مقربة من فلسطين وإشراك أكبر عدد ممكن من العرب والاجانب بهدف التفاعل مع قضيتنا، والتفاعل ايضاً مع فلسطينيي الشتات والتعرف اكثر على معاناتهم»، لافتاً الى أن الجامعة اللبنانية الدولية في البقاع الغربي «أمنت لنا قاعات المحاضرات والندوات وبقية الانشطة، إضافة الى تأمين غرف للمنامة ووجبات الطعام مجاناً، وهذا ما ساعدنا كثيراً في انطلاقة أعمال الجامعة وبرنامج تحيا فلسطين». ولفت حلاق الى أن الجامعة «تستضيف أشهر المتحدثين أو العاملين من كل أنحاء العالم المتخصصين بقضية فلسطين، ماضيها وحاضرها ومستقبلها»، موضحاً أن الجامعة التي تأسست في لبنان وأطلقت أول نشاطاتها من البقاع الغربي «ستقدم على مدى أسبوع ورشات عمل تشمل عدة مواضيع».
برنامج «جامعة فلسطين الصيفية» الذي انطلق يوم الاثنين الماضي في قرية الخيارة بالبقاع الغربي وينتهي بزيارة المخيمات الفلسطينية في بيروت السبت المقبل، يشارك فيه 220 شخصاً مناصراً للقضية الفلسطينية من الولايات المتحدة الاميركية، إسبانيا، البرتغال، إنكلترا، ايرلندا، فرنسا، تركيا، لبنان، فلسطين، مصر، العراق، الجزائر، السعودية وسوريا. ويوضح الحلاق أن المشاركين تقدموا بأفكار متنوعة ومتعددة لتطوير المشروع و«التفاعل بين المشاركين كان السمة الاساس في أعمال البرنامج» وهذا ما أكده ايضاً غالاوي في دردشته مع «الأخبار» فـ«نشاطنا الاول سيتبع بأنشطة أكثر دعماً لفلسطين ونحن بحاجة الى أي مساعدة لتطوير الفكرة».
المشاركون في أعمال «جامعة فلسطين الصيفية» وجدوا في وادي البقاع منطقة بيئية مميزة، كما تقول أليس هوارد المساعدة في أعمال تنظيم البرنامج من منظمة «تحيا فلسطين»، وتصف السيدة اللبنانية الاصل، الندوات التي عقدت حتى الآن بأنها «أوصلت الى المشاركين الاجانب والمناصرين لفلسطين حقيقة القضية وأهميتها وعدالتها وحق الشعب الفلسطيني في وطنه»، لافتة الى أن بعض المحاضرين اعتذروا عن عدم الحضور وفق المواعيد المتفق عليها مسبقاً معهم نتيجة ظروف طارئة. فقائد اسطول الحرية بولند يلدريم اعتذر عن المشاركة «بسبب وفاة صديق له» حيث كان سيقدم محاضرة عن «دروس نتعلمها من مجزرة مافي مرمرة» أي من المجزرة الاسرائيلية التي استهدفت أطقم أسطول الحرية التركي الذي كان متوجهاً الى غزة.
«جامعة فلسطين الصيفية» التي تعطلت المحاضرات فيها امس بسبب جولة سياحية على مناطق في الجنوب المحرر ومعرض المقاومة في مليتا، ستشهد اليوم الخميس أبرز أنشطتها بمحاضرة يلقيها الدكتور نورمان فينكلستين عن فلسطين وإسرائيل بعد مجزرة غزة وعن تقرير غولدستون وحمام دم أسطول الحرية، فيما يلقي تريفور موستين محاضرة عن فلسطين والكتاب. وتشهد الجامعة يوم غد الجمعة ندوة عن تاريخ المقاومة الفلسطينية يتحدث فيها رمزي بارود وعزام تميمي عن جذور المشكلة والطريق، وبشارة مرهج عن القدس اليوم، فيما ستتوقف الندوات عند صلاة الجمعة ومن بعدها الى مدينة بعلبك.