تعرض شبان وفتيات للضرب في بلدة بتغرين قبل أسبوع، ولم يُعلن توقيف أي متهم بالاعتداء عليهم، فيما أهالي البلدة يقلقهم الكلام عن مواجهات بين بعض شبانهم وشبان قرى مجاورة
أليسار كرم
تعرضت مجموعة من سبعة أشخاص، من بلدة بسكنتا في المتن، للضرب المبرح على أيدي مجموعة كبيرة من شباب بلدة بتغرين ليل الاثنين الثلاثاء 19ـ20 تموز الجاري، وذلك أثناء مرورهم في بتغرين، وقد استُخدمت ضدهم الأسلحة وقضبان الحديد، ما استدعى نقلهم إلى المستشفى. هذا ما يمكن استنتاجه، بعدما قرر أحد المُعتدى عليهم للضرب نشر الخبر عبر موقع «النشرة» الإلكتروني، بعد أسبوع من الحادثة التي لم يتحرك أحد لمتابعتها ومحاسبة المعتدين.
الشاب رفض ذكر اسمه خوفاً من التعرض للملاحقة أو لاعتداء جديد. وفي التفاصيل التي رواها لـ«الأخبار» أنه فيما كان متوجهاً من بلدته بسكنتا نحو بيروت، برفقة ثلاثة شبان بينهم شخص يُعتقد أن لديه صفة عسكرية وثلاث فتيات، توقف في بلدة بتغرين لينتظر بعض الأصدقاء، فاعترضته مجموعة من شباب من البلدة، وفق ما كانوا يكررون خلال الاعتداء ـــــ بذريعة أن الضوء العالي للسيارة يزعجهم ـــــ وحصل تلاسن بين أفراد المجموعتين، تطور إلى عراك بالأيدي قبل أن يفاجأ الشباب بسياراتهم بمجموعة جديدة تنضم إلى الأولى، يحمل أفرادها قضباناً حديدية ومسدسات، حتى أصبح عددهم يقارب ثلاثين شخصاً وفق تقديره.
أهالي بتغرين ملوا من سماع الأخبار عن إشكالات في بلدتهم. يؤرقهم قيام مواجهات بين بعض شبان البلدة وشبان آخرين من قرى مجاورة. غير أن القضية هذه المرة قد تأخذ أبعاداً جديدة برأي الشاب «لأن شخصاً يُعتقد أنه يحمل صفة عسكرية قد تعرض للإهانة في هذا الاعتداء»، وأضاف: «انهالوا بالضرب على رؤوسنا ولم نقوَ على المقاومة، وعندما قلنا لهم إن أحد ركاب السيارة عسكري أطلقوا الشتائم والإهانات بحق مؤسسة أمنية. اعتقدنا أنهم مخمورون وغير واعين تماماً لما يقومون به». يضيف الشاب: «إن الفتيات تعرضن لضرب عنيف بالمسدسات وطُرِحن أرضاً، فيما استفردت مجموعات من 6 أو 7 أشخاص بكل شاب».
شُبان وفتيات تعرضوا لضرب عنيف بالمسدسات
بعد انتهاء الإشكال، توجه ثلاثة ضحايا تفاوتت إصاباتهم إلى أقرب مستشفى، غير أنه لم يُتَحَقَّق من تبليغ الطاقم الطبي أو الإداري فيه عناصر قوى الأمن في مخفر برمانا (المخول مكانياً أخذ إفاداتهم) بوقوع الحادثة، فيما لم يحضر أي من عناصر الأمن إلى المستشفى، وفق رواية الشاب الذي يقول إنه «عند إبلاغنا مخفر بتغرين بالحادثة، اكتفى عناصر قوى الأمن بالتوجه إلى مكان الحادث من دون أي تحرك آخر خلال الأسبوع الجاري». أكد الشاب أنه حتى الساعة لا أحد استُدعي ليُسأل عن الحادث، وأن القضية مرشحة لـ«اللفلفة» كغيرها من القضايا «رغم تقديم شكوى أمام المحكمة العسكرية وفتح محضر في مخفر بتغرين». وغمز من قناة النائب ميشال المر، مشيراً إلى أن «الجهة السياسية النافذة في المنطقة منذ سنوات تغطي هؤلاء الشباب وهي عوّدتنا لفلفة هذه القضايا»، وفق تعبيره. وكانت مواقع إلكترونية قد نشرت خبراً مفاده أن هذه المجموعة هددت قبل أسبوع أحد عناصر مخفر بتغرين، وشُهر المسدس في وجهه من دون أن تلقى أي عقاب. كذلك علم هذا الشاب أن قسماً منهم اعتدى قبل أيام على شباب من قرية مجاورة لبتغرين.
ميشال شويري من المكتب الإعلامي للنائب ميشال المر لم ينف علمه بوقوع الحادث. وأكد لـ«الأخبار» أنه لا علاقة للنائب المر أو للمقربين منه بالحادث، وأن «بتغرين كلها محسوبة على المر» ولا يجوز الاعتقاد أن كل معتدٍ من البلدة هو حُكماً «زلمة المر» ويتمتع بغطاء سياسي. شويري الذي رأى أن إثارة الموضوع ومتابعته إعلامياً هما نوع من أنواع الابتزاز، قال إن «هناك جهات مخولة التحقيق بالحادث، وهي تقوم بعملها الآن ونحن لا نغطي أحداً إذا تبين أنه متورط بالاعتداء، وسنترك العدالة تأخذ مجراها».