وفيق الهواريمنال عواد (صيدلانية)، إليانا الطحشي (موظفة)، ميرنا الخوند وجورجيت سليمان (ربتا منزل). أربع نساء فزن بعضوية المجلس البلدي في قرية ريمات والشقاaيف (قضاء جزين) الذي يضم تسعة أعضاء. نسبة مشاركتهن هي الأعلى في المجالس البلدية المنتخبة أخيراً في لبنان. باستثناء ميرنا الخوند، تسكن الأخريات خارج القرية، تسكن عواد في الفنار، الطحشي وسليمان في سن الفيل ويتردّدن إلى القرية في نهاية كل أسبوع.
ترجع عواد أسباب ترشحها إلى عاملين: «ورثت عن والدي حب العمل في الشأن العام وخصوصاً أنه كانت له اليد الطولى في إيصال مشروع مياه الشرب إلى القرية. كذلك لرغبتي في إقامة مستوصف صحي تستفيد منه القرية والقرى القريبة مثل صيدون، حيداب، المكنونية وحتى قيتولي، وأستطيع من خلال مهنتي أن أسعى إلى تجهيز المستوصف وتأمين مستلزماته».
أما سليمان فكانت ناشطة في العمل الاجتماعي وخصوصاً في ما يتعلق بالأطفال: «كنت عضواً في جمعية اتحاد القلوب التي تنظم نشاطات متنوعة لأطفال منطقة جزين. وتربطني علاقة عائلية مع رئيس البلدية روبير عواد وأحببت أن أنخرط مجدداً في الشأن العام، وخصوصاً بعدما لاحظت ما حققته البلدية من إنجازات». وجاء انسحاب عدد من المرشحين عن لائحة روبير عواد ليشجعها على الترشح «حتى لا نتركه وحيداً». أما الخوند فتردّ سبب ترشحها إلى «ضرورة الاستمرار بتحقيق ما بدأه المجلس السابق».
تعرض سليمان لمنجزات المجلس السابق: «بنى مركزاً للبلدية، افتتح مركزاً للدفاع المدني وأنشأ ملعب كرة طائرة وحديقة عامة وتبرع بمكيفات للكنيسة، بالإضافة إلى توسيع طرقات وجدران دعم وإيصال التيار الكهربائي إلى تلة دير تقلا». تضيف عواد: «منذ انتخابنا بدأنا العمل لإنجاز معاملات عقارية لأرض مساحتها 2500 متر مربع هي ملك الرهبانية وذلك لإقامة مركز بلدي كبير يحتوي على صالة كمبيوتر ومستوصف وينضم إليه مركز الدفاع المدني، وخلال أسبوعين سيبدأ ربط شبكة الصرف الصحي للقرية بمعمل معالجة الصرف الصحي في صيدا. وهذا الجهد الكبير نقوم به بالاستفادة من علاقات رئيس البلدية. فكل ما يصلنا من المجلس البلدي المستقل هو 11.5 مليون ل.ل. سنوياً».
لكن السؤال، لماذا كل هذا النشاط في قرية لا يتجاوز عدد قاطنيها 50 شخصاً؟ تأتي الإجابة سريعة على لسان عواد: «نعمل لمصلحة القرية والقرى المحيطة بنا، فالمستوصف سيستفيد منه أهالي المنطقة وخدمات الدفاع المدني لكل المنطقة، وكلّ مشروع نفكر فيه ونسعى إلى تنفيذه سيكون في مصلحة أهالي المنطقة لا قرية ريمات والشقاديف فحسب». عواد تسلّمت لجنة الصحة والعلاقات العامة «وهو مجال اختصاصي وسأحاول النجاح فيه». فيما اهتمت سليمان والطحشي بلجان النشاط والبيئة والمشتريات. تقول سليمان: «نعمل منذ الآن على تنظيم مهرجان عيد مار تقلا في 24 أيلول، كما ندعو إلى نشاط قروي يتضمن عشاءً يشارك في إعداده كل بيوت القرية إلى جانب أعمال فنية مختلفة».
وفي مجال البيئة، تشير الطحشي إلى البدء بحملة لتجميع الأوراق غير الصالحة للاستعمال لتدويرها وإعادة استعمالها. وتشير عواد إلى أن تنفيذ بعض المشاريع في القرية سيؤمن فرص عمل جديدة لعدد من القاطنين في القرية والقرى القريبة، وخصوصا أن القسم الأكبر يعمل حالياً بزراعة التبغ والزيتون.
وعن مشاريعهن المستقبلية، تؤكد عواد أن حلمها الحالي لا يتجاوز إقامة المستوصف، فيما ترى سليمان أهمية لتوعية الناس وضرورة وقف قطع الأشجار والحفاظ على بيئة نظيفة وتحلم بإقامة معمل خياطة تعمل فيه النساء للحد من هجرة العائلات إلى بيروت. لكن حلماً آخر يراود الخوند والطحشي وهو إقامة جامعة في منطقة جزين «حتى لا يضطر الشباب عند بلوغ سن الـ 18 إلى المغادرة إلى بيروت، ما يعني عدم العودة إلى القرى».