رضوان مرتضىقُتل الشاب وائل عبد الحسين رباح (مواليد 1990) عن طريق الخطأ عندما اندلعت اشتباكات بين أفراد من عائلتي المقداد وشقير على خلفية خلاف على موقف سيّارة في حي السلم. وبالعودة الى أصل الخلاف، علمت «الأخبار» من شاهد عيان كان يشاهد الاشتباك من شرفة منزله، أن شاباً يدعى مديَن، وهو أحد أصهرة آل شقير، أوقف سيّارته أمام محلّ لإصلاح الأدوات الإلكترونية في الموقف القديم في حي السلّم. فطلب منه صاحب المحل ضرورة إزالتها من أمام محلّه. رفض مديَن معتبراً أن الطلب جاء بطريقة فظّة، فضلاً عن أن لهجة صاحب المحل تُظهر بأنه غير لبناني، الأمر الذي استفز الشاب فحصلت مشادة بين الاثنين. المشادّة الكلامية لم تستمر طويلاً، فقد أنهاها مديَن قائلا إنه «لن يزيل سيّارته من مكانها لو جاءت الدنيا». عندها غادر صاحب المحل متوعّداً، وبدوره صعد مدين الى منزل خطيبته.
مشهد الدم على الأرض دفع بالمشتبكين إلى الهرب على التوالي
يكمل الشاهد العيان قائلاً: «زوجة صاحب المحل من آل المقداد»، قاصداً بأن الأخير يستقوي بهم. مرّ وقت ليس بطويل ليعود بعده صاحب المحل برفقة شبّان من آل المقداد. سألوا عن صاحب السيّارة حتى وصلوا إليه، فتبيّن أنهم يعرفونه. لكن رغم ذلك، حصل أخذ ورد بين الطرفين لإقناعه بإزالتها بالحسنى. مرّت ساعة لتنتهي المفاوضات بموافقة مَدين على إزالة السيّارة، لكن أمراً مجهولاً طرأ دفع بأحد شبّان آل المقداد الى إطلاق النار، ما حدا بآل شقير إلى الرد بالمثل. لم يقتصر إطلاق النار على رشقات قليلة، بل تفاقم الأمر الى حصول تبادل إطلاق نار كثيف بين الطرفين اللذين استخدما الأسلحة الرشاشة. وذكر شاهد على الاشتباك أن بين مطلقي النار دركيّاً من آل شقير.
لم يتوقف إطلاق النار إلا بعد سقوط شاب أرضاً مخضّباً بدمه. يذكر الشاهد العيان أن مشهد الدم على الأرض دفع بالمشتبكين الى الهرب على التوالي. وبحسب قوله، فإن المصاب لا علاقة له بالخلاف «لا من قريب ولا من بعيد». من جهة أخرى، ذكر شاهد عيان آخر أن المصاب رباح كان يمرّ صدفة في بقعة الاشتباك.
فُض الاشتباك بعد سقوط جريح. فسارع إليه صاحب المحل المسؤول عن بدء الخلاف، حمله صارخاً بالموجودين أن يطلبوا سيّارة إسعاف. لكن أحد المارة وضعه في سيّارته ونقله الى مستشفى الرسول الأعظم، إلا أن رباح الذي أصيب بجروح بالغة توفي متأثراً بجروحه في الثانية فجراً.
سقط قتيل، فانتهى الاشتباك. أُزيلت السيّارة قبل أن يُسلّم صاحبها نفسه للقوى الأمنية التي نفّذت عدداً من المداهمات في المنطقة بحثاً عن مطلوبين، لكن المعلومات المتوافرة لم تؤكد حصول توقيفات.