تفتتح اليوم مهرجانات طرابلس الدولية بمشاركة فنية لبنانية وهندية وسورية لافتة. لكن هذه المهرجانات ما برحت تواجه منذ انطلاقتها صعوبات مادية وغياب الدعم المادي لها، ما يمنعها من تحقيق طموحات المشرفين عليها
عبد الكافي الصمد
«لولا دعم بلدية طرابلس لنا، وبعض الجهات مثل الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي، ومؤسسات مثل قصر الحلو، وقلة من المصارف، لأوقفنا تنظيم المهرجانات منذ زمن». يدل هذا القول لرئيس جمعية طرابلس السياحية العميد سمير شعراني منذ أيام خلال إعلان إطلاق مهرجانات طرابلس الدولية في دورتها السابعة، على وجود صعوبات جمة تواجهها الجمعية كل سنة قبل إطلاقها مهرجاناتها، معظمها مشاكل مالية، ولا يمكن تخطيها عادة إلا بعد جهد كبير.
غياب التمويل ليس المشكلة الوحيدة التي تعانيها الجمعية لتطوير صيغة مهرجاناتها، وتوسيع رقعتها منذ تنظيمها لأول مرة عام 2001، إذ إن عدوان إسرائيل في تموز 2006، وأحداث مخيم نهر البارد عام 2007، وأحداث باب التبانة ـــــ جبل محسن عام 2008، فرضت إلغاءً قسرياً لتنظيم المهرجانات في تلك السنوات، قبل أن تعود العام الماضي لتقام بشكل لا يعكس طموحات المشرفين عليها، الذين أملوا أن تكون إعادة الانطلاقة فرصة للتطوير في السنوات اللاحقة.
نوزع الملصق بأنفسنا لننجح في جذب أكبر حشد ممكن
قبل بدء العد التنازلي لمهرجانات هذا العام، عقد شعراني مؤتمراً صحافياً لهذه الغاية في بلدية طرابلس، أكد فيه أنه «رغم ضعف إمكاناتنا المالية، والشُّح في دعمنا مع ارتفاع أجور الفنانين والفرق والحملات الإعلانية (أشار شعراني إلى أن شركة النقليات المعروفة «كونكس» تبرعت بوضع إعلانات المهرجانات على باصاتها مجاناً)، ومع أن بطاقات كثيرة توزع كدعوات، فإننا مصرون على إكمال الطريق لنرتقي بالمهرجانات نحو الأفضل»، مشيراً إلى أن «ما نعانيه في إدارات الدولة أمر غير معقول، لأن ديوان المحاسبة لم يعطنا حتى اليوم براءة ذمة عن مهرجانات 2009، كي نقدمها لوزارة السياحة لنحصل على دعمها لنا بنسبة ثلث المصاريف التي تحملناها»، ولافتاً في الوقت نفسه إلى أن وزارة الثقافة «دعتنا إلى لبننة المهرجانات للتخفيف من التكاليف».
على هامش نشاطات المهرجان الذي ستقام أغلب فاعلياته على المسرح العائم في معرض رشيد كرامي الدولي، أعلن شعراني أن الجمعية «ستنظم جولات سياحية في أنحاء طرابلس، وخصوصاً الأثرية والسياحية، بالتعاون مع أدلاء سياحيين»، داعياً في هذا المجال أهل المدينة «الذين يذهبون لحضور مهرجانات في مناطق لبنانية أخرى، إلى دعمنا بشراء بطاقات المهرجان»، ومعلناً أن «أول 100 بطاقة ستحصل على حسم يصل إلى 33% من سعرها»، الذي حدد وفق 4 فئات تتراوح بين 25 ألفاً إلى 100 ألف ليرة لبنانية.
رئيسة لجنة المهرجانات في الجمعية هند عساف لم تتوان عن القول إن «البروشور الخاص بالمهرجانات نوزعه بأنفسنا، كي ننجح في جذب أكبر حشد ممكن»، مشيرة إلى أن «تعثر المهرجانات يعود لأنها اختارت أن تكون دولية، ولأنها تسعى إلى النهوض بالمدينة العصية أمام المبتذل، فتجاوزنا المحن قدر المستطاع، ونسقنا مع آخرين سعياً للتميز عن المألوف».
عساف أشارت إلى أن مطلب وزارة السياحة «لبننة» المهرجانات «دفعنا لتنظيم حفلين لكل من الفنانة كارول سماحة في الافتتاح والمطرب فارس كرم في 31 تموز، إضافة إلى فرقة أديتي مانكالداس للرقص الهندي الكلاسيكي في 5 آب، وفرقة تهليلة السورية للقدود ينشدها دراويش في 7 آب، وأخيراً فرقة زيلا خان الهندية في 8 آب، وهي فرقة تتميز بألحانها وأناشيدها الصوفية، وستكون محطة ملائمة قبل حلول شهر رمضان، إلى جانب عرض مسرحية غنوة للأطفال على مسرح الصفدي في 6 آب».
غير أن مهرجانات طرابلس لن تقتصر على هذه النشاطات فقط، فبرنامج الليالي المرافق للمهرجانات، يتضمن 3 عروض مجانية مفتوحة أمام الجمهور: الأول أمسية في قلعة طرابلس (27 تموز) تؤديها فرقة نهوند تحية لسيد درويش، والثاني عرض مسرحية الدمى المتحركة «طير وعلّي يا بالون» في حديقة محرم ـــــ باب الرمل (30 تموز)، والثالث سهرة أوبرالية مع منى حلاب، ماكسيم شامي ومارك كرم، في مسرح الصفدي (4 آب).