زينب صالحكان رجائي ناصر (22 عاماً) يعرف منذ صغره أنه سيتخصص في الرياضيات. ولكن، في الجامعة، لم يكتفِ رجائي بالرياضيات وحدها. وإضافة إلى دراستها، التحق بكلية الهندسة، في الوقت عينه. الاختصاصان معاً. نادراً ما يستطيع الطالب التوفيق بين الهندسة واختصاص آخر لضغط المواد والحصص، كذلك الأمر بالنسبة إلى طلاب كلية العلوم، فاختار ناصر الحضور في الهندسة، والاطّلاع على مناهج العلوم قبل فترة الامتحانات، ليركّز على استيعاب النظريات. كانت مشكلة رجائي الوحيدة، على حدّ قوله، هي تزامن امتحانات الكليتين. «في السنة الأولى جاءت مواعيد امتحاناتي متطابقة، فكنت أنهي الامتحان الأول في نصف الوقت وأركض إلى الكلية الثانية كي أنهي امتحاني في الوقت الباقي، وكنت الأول في الكليّتين»، يؤكد ناصر فخوراً.
تميُّز نجاتي، الذي انتشر صيته بين الطلاب، تُوّج بنتائج الأبحاث التي قام بها في رسالة الماجستر ومشروع التخرّج الأخير في كلية الهندسة. لم يكن متوقعاً منه، كطالب ما زال في بداية البحث العلمي، اكتشاف ثغر في بحوث علمية قام بها دكاترة أوروبيون، وتصحيحها، واكتشاف طريقة علمية للتخفيف من زحمة الطلب على «الموجات الصوتية». يجب على الطالب في رسالة الماجستر إعادة صياغة بحث سابق، لكنّ رجائي اكتشفت خطأً في طريقة فرضية علمية مبرهنة سابقاً، «فنالت رسالتي المرتبة الأولى». يضيف «أما في مشروع التخرج في الهندسة، فقد انطلقت من أبحاث كانت منشورة مسبقاً،

خلال الامتحان
يُنهي مسابقة الرياضيات ويركض إلى الهندسة

واكتشفت فيها بعض المشاكل، الأمر الذي أدّى إلى تحسين البحث فيها للأجيال المقبلة». يشرح مشروعه. العنوان: «automatic modulation recognition». كان عليّ العمل على تطوير تقنية جديدة في علم الاتصالات تدعى cognitive radio، «لكني لم أكتف بذلك، بل اكتشفت طريقة جديدة في استخدام التردّد تخفّف من زحمة الاتصالات، فكان بحثي بمثابة مقدمة لرسالة الدكتوراه» كما يقول. لكن، كيف استطاع نجاتي التوفيق بين العمل في مشروع التخرّج ورسالة الماستر في الوقت عينه؟ لم تكن هذه مشكلة، «لأني أنظّم وقتي، لكنّ المشكلة التي واجهتني هي في البحث عن المراجع».
لا يلوم رجائي الدكاترة في الجامعة، لأن «الباحث في لبنان لا يقدّر». ماذا عن مرحلة ما بعد التخرّج؟ يعلن الطالب أنه حصل على منحة من المعهد العالي للعلوم والدكتوراه لمتابعة الدراسة في مجال الرياضيات، لكنه لا يريد ذلك. سيسافر إلى سويسرا «لكن ذلك قد يكون على نفقتي الخاصة، حيث لا منح من كلية الهندسة». ويعلّق «أتمنى أن يجري العمل على تطوير اسم الجامعة اللبنانية في الدول كلها، وليس فقط في فرنسا». وعن تقدير الطالب المتميّز في الجامعة اللبنانية، يبتسم ثم يردف: «أكبر دليل على تقدير التميّز هو أني لم أحصل على منحة في الهندسة حتى الآن»، يختم ساخراً.