فاتن الحاجلم يحسم، أمس، أمر رئاسة الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية مع بقاء المرشحين الثلاثة للمنصب في المعركة، وهم الدكاترة عصام خليفة، بسام الهاشم وشربل كفوري. وتتجه الأنظار، اليوم، إلى انتخابات الهيئة التي تخوضها لائحتان: اللائحة الأولى ائتلافية للقوى السياسية ومكتملة تضم 15 عضواً، واللائحة الثانية غير مكتملة مؤلفة من 7 أعضاء هم الدكاترة: شفيق شعيب، سليم زرازير، عباس ماجد، عبد الله رزق، سميح الحاج، نسيم عون وفادي أمين الدين. يذكر أنّ زرازير كان رئيساً سابقاً للهيئة التنفيذية، وسبق أنّ سجّل اعتراضه على النهج التحاصصي في بيان حمل عنوان «مداورة أم مناورة؟». أما شعيب فيؤكد «أننا منفتحون على التعاون مع بعض المستقلين خارج اللائحة التوافقية وداخلها لإجراء تبادلات انتخابية».
والهدف الأساسي للائحة «الأساتذة المستقلين»، بحسب شعيب، هو استعادة آلية الانتخابات الديموقراطية التي غابت عن رابطة الأساتذة في الدورات السابقة. ويقول: «استطعنا تأليف كتلة وازنة حجزت مساحة لجميع المستقلين وستسعى إلى إيصال صوتها عبر مجلس المندوبين، وستكون بالمرصاد لأي قرار لا ينسجم مع مصلحة الجامعة».
في المقلب الآخر، رفض أعضاء الائتلاف الحديث عن رئاسة الهيئة التنفيذية قبل انقضاء انتخابات اليوم، وإن كان موقف القوّتين الكبيرتين، أي تيار المستقبل وحركة أمل بات واضحاً. فالتيار، بحسب رئيس قطاع التربية والطلاب فيه، د. نزيه خياط، يؤيد كل من الدكتورين عصام خليفة (مستقل) وشربل كفوري (الكتلة الوطنية). والحركة، كما يؤكد المسؤول التربوي المركزي فيها د. حسن زين الدين تدعم كلاً من الدكتورين بسام الهاشم (التيار الوطني الحر) وكفوري.
هل ستكون هناك تقاطعات؟ «لا شيء واضحاً حتى الآن»، وأفادت معلومات لـ«الأخبار» بأنّ أسهم د. عصام خليفة لا تزال مرتفعة، فيما يبدو أنّ كفوري لن ينسحب من معركة الرئاسة إذا كان الهاشم سيشارك فيها.
أما الهاشم الذي تحفظ في البداية على تسميته ضمن التركيبة التوافقية، فعاد واحتكم إلى إرادة القاعدة، كما قال، أي «لرفاقي في التيار والمتعاطفين معه الذين أجمعوا على بقائي في الترشح لانتخابات الهيئة والرئاسة على حد سواء». وفيما يُنتظر أن يلتزم هؤلاء المندوبون اليوم التصويت للائحة التوافقية، نقل الهاشم عنهم أنّهم «يأسفون لآلية الانتخابات التي تجهض الأكثريات المتكونة في إيصال من تختارهم إلى سدة المسؤولية». ومع أنّ الهاشم لم يحضر، أمس، اجتماع الائتلاف، لكنّه أبلغ أعضاءه رسمياً أنّه ماضٍ في المعركة معهم. وعلى هذا الأساس، انصرفت القوى السياسية لطباعة اللوائح الانتخابية كما سبق واتُّفق عليها في مقر الحزب التقدمي الاشتراكي.
على صعيد آخر، أبدت القوى المؤتلفة ارتياحها للعملية الانتخابية التي خلقت حراكاً ودينامية افتقدتهما الرابطة في السنوات السابقة «ومش زعلانين إذا اللعبة الديموقراطية بتاخد مداها».
وتبدأ العملية الانتخابية في مقر الرابطة في بئر حسن عند التاسعة صباحاً وتنتهي عند الرابعة من بعد الظهر. وانسحب أمس كل من الدكتورين خليل جفال وإبراهيم زين الدين، فيما يتوقع أن يشهد صباح اليوم مزيداً من الانسحابات قبيل افتتاح صناديق الاقتراع.


تجربة جديدة؟

تتحدث القوى المؤتلفة في انتخابات الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية عن أنّ الرابطة ستشهد تجربة جديدة للحركة المطلبية مختلفة عن التجارب السابقة إذا ربحت هذه القوى الانتخابات، على خلفية أنّ جميع الأساتذة يستشعرون بالخطر الذي يحيط بهم وبأنّ السلطة السياسية لا تضع جامعتهم الوطنية في أولوياتها. وعقد أمس أعضاء الائتلاف اجتماعاً في مقر الرابطة ناقشوا فيه التوجهات العامة لعملهم في المرحلة المقبلة، وأعلنوا أنّه سيضعون القوى السياسية أمام مسؤولياتها، ولا سيما بالنسبة إلى عنوانين أساسيين: تعيين العمداء، واحتساب المعاش التقاعدي، على أن يكون هناك في ما بعد نقاش هادئ بشان إعادة هيكلة الجامعة، ولا سيما بالنسبة إلى الأفكار المتعلقة بالمركزية الحادة للقرار أو أن تكون المجمعات الجامعية في المناطق جامعات بحد ذاتها، وبالتالي تكون إداراتها مستقلة.
وتعتقد هذه القوى أنّ وجود ثمانية مسؤولين للمكاتب التربوية الحزبية داخل الهيئة التنفيذية سيعطي ثقلاً معنوياً وجدية للتحركات النقابية.