الضنية ــ عبد الكافي الصمدتجدّد فجر أمس انهيار الجرف الصخري في بلدة سير ـــــ الضنية، الذي كان قد سبق أن انهار انهياراً كبيراً في الثلاثين من شهر آذار الماضي (راجع الأخبار)، نتيجه تصدّعه المتفاقم بفعل أعمال حفر كانت تُجرى أسفله حينذاك، ما سبّب تدمير مبنى بأكمله، مكوّن من ثلاث طبقات، لكن دون وقوع خسائر في الأرواح، إضافةً إلى انقطاع الطريق المؤدية الى سير ـــــ الضنية عند مدخل البلدة، وذلك بفعل تساقط الركام لساعات عدة، قبل أن يعاد فتحها بعد تدخل ورشة تابعة لوزارة الأشغال العامة، وبعض عمال البلدية وعناصر من الدفاع المدني خفّوا إلى المكان فوراً.
ومع أن الانهيار الجديد اليوم لم يؤدِّ إلى مضاعفات على غرار ما حصل في السابق، فإنّ تجمّع جزء مهم من الصخور المنهارة، خلف مبنى قيد الإنجاز، يهدد الأخير بالانهيار أيضاً، وخصوصاً بعد ظهور تصدعات إضافية عليه، وسط تساؤلات عن سبب التأخّر في رفع الركام الموجود أسفل الجرف، تمهيداً لإقامة جدار باطوني يمنع حصول مزيد من الانهيارات مستقبلاً، حسبما كان قد نُقل من وعود عن مسؤولين في وزارة الأشغال العامة، والهيئة العليا للإغاثة، تفقّدوا المكان يومها.
ورغم أنّ الانهيار الأخير لم يسبّب أية أضرار مادية أو بشرية، فإنّه سبّب مخاوف مشروعة من حدوث انهيارات أخرى مستقبلاً، نتيجة ظهور تصدّعات واضحة في الجرف، إلى جانب استمرار تسرّب مياه الصرف الصحي من مبانٍ سكنية موجودة فوق الجرف إلى داخله.
وكانت المباني الموجودة على كتف الجرف قد ظهرت عليها بوادر تصدّع بعد الانهيار الأول في 30 آذار الماضي، وأثارت المخاوف حينذاك، ما دفع بساكني تلك المباني إلى إخلائها، وخصوصاً أنهم كانوا من المصطافين. هذه التشقّقات هي الأخرى التي أنقذت ساكني بيوت الانهيار الأول، الذين فرّوا حالما سمعوا «طقطقة»، وهم حتى اليوم يعيشون في المنازل التي لجأوا إليها. وكانت الوعود قد قُطعت بأنّ المسوؤلين سيعمدون إلى إقامة جدار باطوني لمنع تكرار مأساة 30 آذار، إلا أنّ شيئاً من ذلك لم يحصل.