صور ــ آمال خليلخلال الفترة المقبلة، قد تطالع المتجوّل في بنت جبيل كتابات على الجدران لم تعهدها المدينة من قبل. منها جملة «بدنا جامعة معترف فيها بمنطقتنا». المطلب الملوّن سيكون من توقيع ميساء إبراهيم (17 عاماً)، التي تستعدّ للانتقال إلى المرحلة الجامعية بعد نيلها الشهادة الثانوية في الاقتصاد والاجتماع. وبالرغم من أنّ مطلب التلميذة قد يبدو غير ملحّ بالنسبة إلى البعض، حيث إنّ المدينة الجنوبية تضم جامعة خاصة وشعبة لكلية العلوم في الجامعة اللبنانية، فإنّ ميساء تجد في «الغرافيتي» وسيلة ضغط لرفع الصوت عالياً مطالبة بالمزيد من شُعَب اللبنانية، على الأقل في مجال الآداب. أمّا زميلتها، سمر دورو، فهي تنوي تحويل جدران مدينتها صور إلى لوحات إعلانية وإرشادية حول المخدّرات والتلوّث البيئي وحوادث السير بسبب السرعة المفرطة، التي كان شقيقها أحد ضحاياها.

هدف الدورة تحفيز الشباب على التعبير عن أنفسهم بالفن

فميساء وسمر تتلقّيان خلال الشهر الحالي تقنيات رسوم «الغرافيتي» في بيت المدينة التراثي في صور. إلى جانبهما، يتدرّب شبان وفتيات آخرون تراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والرابعة والعشرين، على الأشغال اليدوية وتحريك الدمى والرسم على الوجوه، وقد وفدوا من بلدات دبل وتبنين وبنت جبيل والنبطية وصور، وفد هؤلاء الشباب للاشتراك في الدورة التي تأتي ثمرة لمشروع التوأمة الثقافية بين بلدية جنوى الإيطالية وصندوق الأمم المتحدة UNDP
الاقتصادي وتهدف هذه الدورة، التي يتولّى التدريب فيها فنانون إيطاليون، إلى تحفيز المشاركين على التعبير عن أفكارهم وعن مشاكلهم من خلال الفن على أنواعه، على أن ينفّذوا في نهاية الدورة ما تعلّموه، وخصوصاً الرسم على الجدران، في بلداتهم، بالتعاون مع مجالسها البلدية. وقد ارتأى البعض، خلال الدورة، استخدام دروس الفن التي يتلقّونها في إعادة إحياء التراث اللبناني، فطلبوا من المدربين مساعدتهم على صناعة أزياء فولكلورية استمدوها من كتب تتناول تاريخ جبل عامل وتراثه.