عمر نشّابةمهما بلغ التفاوت بين مستوى المسؤولية التي يتحمّلها سائق السيارة أو الآلية والمسؤولية التي تتحمّلها الدولة، تبدو المسؤولية مشتركة في معظم حوادث السير القاتلة.
فالسائق المتهوّر يتحمّل المسؤولية كما يتحمّلها شرطي السير الذي لم يلاحقه ويوقفه قبل وقوع الحادث، كما تتحمّلها الإدارة الرسمية المكلّفة صيانة الطرقات والتأكد من توافر معايير السلامة.
وصحيح أن رقابة الشرطة لا يمكن أن تشمل جميع الطرقات العامة على مدار الساعة، لكن على رجال قوى الأمن الداخلي، بالتعاون مع الشرطة البلدية:
1ـــــ التمركز في أماكن كاشفة لمسافات واسعة من الطرقات. وعلى الدولة تجهيز هؤلاء بمناظير ليلية وآلات تصوير خاصّة وبجهاز اتصال مباشر بغرفة عمليات.
2ـــــ ملاحقة وتوقيف كلّ من يخالف قانون السير ويعرّض حياة المواطنين وسلامتهم للخطر. ويستدعي ذلك التجهيز بالعدد الكافي من السيارات والدراجات النارية وبسائقين مؤهلين مهنياً للقيام بتلك المهام.
3ـــــ تحريك دوريات على مدار الساعة في المناطق التي تشير الإحصاءات الى تزايد حوادث السير فيها، والتشدد في تطبيق القانون في تلك المناطق.
4ـــــ توقيف كلّ سيارة أو آلية يشتبه بأن سائقها تحت تأثير الكحول و/أو المخدرات. وما يدفع الى الاشتباه يكون عادة السرعة الزائدة و/أو تجاوز السيارات الأخرى بتهوّر و/أو عدم السيطرة على السيارة وغيرها من الإشارات.
صحيح أن وزارة الأشغال العامة ومجلس الإنماء والإعمار والبلديات لا يمكنها إصلاح جميع الطرقات بالسرعة التي يتمناها المواطن، لكن عليهم:
1ـــــ وضع الإشارات التحذيرية الضوئية على مسافة من أماكن الأشغال والجوانب المتضرّرة من الطرقات وفي محيطها ليتنبه لها السائقون، وتسييج تلك الأماكن بالشكل الذي يكفل السلامة. وتحديد الطرقات البديلة السالكة.
2ـــــ اتباع المعايير الهندسية والتصاميم المناسبة للطرقات العامة والالتزام بجودة الأعمال والصيانة. ويتطلّب ذلك غربلة المتعهّدين وتنقيتهم من الفاسدين المسؤولين عن الأضرار التي تلحق أحياناً بمشاريع طرقات بعد أيام قليلة من تشييدها.
3ـــــ تجهيز الطرقات العامة بإشارات السير التي تحدّد السرعة والاتجاه والمحاذير الأساسية، والتركيز على المناطق التي تشير الإحصاءات الى تزايد حوادث السير فيها، والإسراع في إنجاز الأعمال في تلك المناطق.
أما المواطن، فكل ما هو مطلوب منه هو الحفاظ على حياته وسلامته وحياة الآخرين وسلامتهم عبر التقيّد بأدنى قواعد قيادة السيارات والآليات عبر تجنّب:
1ـــــ قيادة السيارات بسرعة تزيد على الحد الأقصى المحدّد على إشارات السير.
2ـــــ تناول الكحول و/أو المخدرات قبل قيادة السيارة أو الآلية.
3ـــــ عدم استخدام حزام الأمان.
4ـــــ تجاوز السيارات من الجهة اليمنى.
5ـــــ المرور عكس وجهة السير المحدّدة.
6ـــــ استخدام الهاتف الخلوي أثناء القيادة.
ولتكن رحلتكم آمنة، ومع السلامة.