زينب صالح«متى تتبنّى الجامعة مشاريعنا المميزة، وتغطي كامل نفقاتها؟»، سؤال طرحه طلاب الهندسة في اختصاصي الميكانيك والمدني، أثناء تقديمهم مشاريع تخرّجهم في الجامعة اللبنانية ــــ الحدث، يوم أول من أمس. فرغم أن المشتكين قد نالوا علامات عالية، إلا أن مشروعاً واحداً فقط قد حاز تبني الجامعة، التي غطّت جزءاً من تكاليفه، على أن يبقى في مختبرها ليستفيد منه الطلاب في ما بعد.
أنجز المشروع الطالبان في الهندسة الميكانيكية، قاسم ضاهر وأحمد حجازي. «صنعنا ماكينة تحفر على الزجاج والبلاستيك والألمنيوم، يجري التحكم بها بواسطة حاسوب»، كما يشرح ضاهر، مضيفاً: «بلغت كلفة صناعتها 4000 دولار، بينما سعرها مستوردة يبلغ 10000 دولار». تالا موسى، التي تابعت عامها الخامس في فرنسا، وجاءت لتقدم المشروع الذي أنجزته هناك بالتعاون مع شركة غطّت تكاليفه، تقارن بين الجامعتين قائلة «الأستاذ في فرنسا يرافق الطالب في كل خطواته، كما أن المختبرات أكثر تطوراً». لا ينكر طلاب الهندسة مساعدة أساتذة الجامعة اللبنانية لهم أثناء إتمام المشروع، رغم إجماعهم على أن مجهودهم الشخصي كان له الدور الأكبر، إلا أن المشكلة الأكبر التي واجهوها كانت معاناتهم في إدخال المعلومات إلى برامج الكومبيوتر. فـ«مناهجنا لا تذلّل صعوبة

انتسبنا إلى دورات خاصة كي نتمكّن من إعداد مشاريعنا
استخدام البرامج» كما تشرح سكينة محمد، التي قامت بدراسة تخوّل شركات الطيران من تحسّس الأعطال التي قد تطرأ على مضخات المياه. تؤكّد الطالبة منى وزان كلامها قائلة «صمّمنا مبنى بشكل جميل ومميز، مؤلف من أكثر من 34 طابقاً، لكننا عانينا كثيراً في استخدام البرامج». خليل سعد، صنع مع زميله غواصة صغيرة، تعمل عبر التحكم بها لاسلكياً. «اخترنا هذا المشروع بعد حادثة الطائرة الإثيوبية. نأمل أن يُستفاد من هذا العمل، رغم أننا لا نتوقّع الكثير».
ليس متخرّجو الهندسة المدنية أقل تذمراً من زملائهم في الهندسة الميكانيكية في ما يتعلق بضرورة تحديث مناهجهم. «انتسبنا إلى دورات خاصة في البرامج الهندسية لأن ما اكتسبناه من مواد الجامعة لم يكن كافياً لنعدّ مشاريعنا»، يقول يوسف جوني، الذي أقام مع زميله محمد عطوي دراسة جيوتكنيكية عن مبنى قيد الإنشاء قرب فندق فينيسيا «شملت كيفية مقاومة المبنى الهزات الأرضية والرياح البحرية، كما وجدنا حلولاً لتصريف مياه البحر أثناء الحفر». حالياً، تستخدم شركة «خطيب وعلمي» هذه الدراسة لتطوير مشروع البناء. خطوة «جعلتنا نشعر بثقة أكبر بأنفسنا ونحن على عتبة الدخول إلى سوق العمل. نتمنى تطوير مناهجنا في الجامعة وتفعيل التنسيق بين إدارتها والشركات التي تود الاستفادة من مشاريعنا». هذه كانت أمنية جميع الطلاب.