صحة غزة: العيش على المعنويات
محمد محسنانتشار للمواد المسرطنة الناتجة من الفوسفور الأبيض واليورانيوم
هكذا عرض جعفر لحصيلة معاينة الوفد اللبناني لواقع غزة الطبي. الحصيلة مرعبة: نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية، انتشار للمواد المسرطنة الناتجة من أسلحة الفوسفور الأبيض والنابالم واليورانيوم المنضّب، نقص كبير في محارم الورق وأدوية التنظيف والغسيل. زد على ذلك، ما نقله التقرير من مشاكل متعددة تتعلّق بالمعدات الطبية لجهة صيانتها، فضلاً عن انعكاس مشكلة انقطاع التيار الكهربائي على تشغيل أجهزة غرف العمليات والعناية المركّزة. هكذا، يتحدّث التقرير عن «إنقاذ 12 طفلاً بأعجوبة، إن عبر التنفس الاصطناعي أو الإنعاش القلبي اليدوي». أما أجهزة التصوير الشعاعي، فإن وجدت، يغيب ورق أفلامها! ماذا عن نقصان الأدوية لجميع الأمراض الصعبة ونفاد الوقود؟ حدّث ولا حرج. على المستوى النفسي، اختصر عياش المشهد الفلسطيني بـ4 محاور، كان أهم مضامينها: الحديث عن حالة ترقّب واستنفار دائمين عند المواطن الفلسطيني القلق على مصيره. كذلك أشار عياش إلى شعور عام بالخيبة من المجتمعين العربي والدولي، اللذين يغضّان النظر عن معاقبة القاتل، ما يزيد الغضب النفسي الذي ينعكس توتراً في عمل أعضاء الجسد. لكن ذلك لم يمنع، بحسب عياش، من «نمو الشعور بالكبرياء والاعتزاز الوطني وتعاظمه، إضافةً إلى ارتفاع حالة المودة والتواصل، بعد إيواء من فقدوا منازلهم». انتهى المؤتمر على وعد برحلات كسر حصار طبي جديدة إلى غزة. رحلات ستحمل معها أدوية كثيرة، غصّت بها لائحة المستلزمات الطبية التي عادوا بها من هناك.