البقاع الأوسط ــ نقولا أبو رجيلي حضرت الوالدة إلى المدرسة لدفع آخر الأقساط المستحقة على أولادها الأربعة، وبالتالي استلام بطاقات علاماتهم في نهاية العام الدراسي. فاجأها الناظر: «ابنك يا مدام يتمتع بذكاء حاد، إلا أنه لا يوظفه في تحصيله الدراسي، مستواه العلمي متوسط وهو بحاجة إلى متابعة في المنزل». كان الابن، جورج، حاضراً. لم يكتفِ بالإنكار، بل حاول إقناع الناظر بأن كل ما يقال عنه ليس صحيحاً.
تدخلت الوالدة مجدداً: «لماذا لم تضربه كم طبشة على يديه؟»، أجاب الناظر مبتسماً: «ما فعله ولدك منعني من ذلك». لم يمنعه أي رادع تربوي. جورج هو الذي منعه إذاً. أوضح الناظر، أنه عندما طلب من جورج فتح كفي يديه لضربه بـ«المسطرة»، رفض ذلك مراراً متذرعاً بحجج واهية، وعند تيقّنه بأن العقاب آت لا محالة، أدار نظره إلى حاسوب موجود على طاولة المكتب، مستوضحاً عن اسم صاحب الصورة الظاهرة عليه: «أليس هذا السيّد حسن؟» (صورة الأمين العام لحزب الله). توقف الناظر قليلاً وقال نعم، قبل أن يستدرك محاولاً العودة إلى الموضوع: تأنيب التلميذ. فما كان من الأخير: إلا أن فتح ذراعيه قائلاُ: «أضرب كلو فدا السيّد حسن». «فرط الناظر من الضحك»، ثم أدار وجهه إلى الناحية الأخرى للحفاظ على هيبته أمام تلميذه، إلا أن ذلك لم يدم طويلاً، إذ سارع بإعادة التلميذ إلى الصف.
أما الوالد، فأبدى ارتياحه لما صدر على لسان ولده، حتى أنه لم يكتفِ برواية زوجته، بل توجه إلى المدرسة، طالباً من الناظر إعادة سرد القصة على مسامعه.