أمس، عرضت «الحملة العالميّة لمقاومة العدوان» توصيات لقاء التنسيق والتشبيك لأسطول الحرية 2. هل ستشهد غزة «تسونامي» بحري وبري من أساطيل المساعدات؟ أم أن الآمال المعقودة على هذه الحملات ستتضاءل بفعل معوّقات كثيرة؟ الأيام المقبلة تحمل الإجابة
محمد محسن
بعد عيد الفطر المقبل، سينطلق «أسطول الحرية 2» لكسر حصار قطاع غزّة. قد يكون هذا التحرّك «عيديّة» متأخّرة للأهالي المحاصرين. من سيكسر حصارهم في شهر رمضان ويمدّهم بغذاء يقوون به على صيامهم؟ الاستعدادات جارية في عواصم كثيرة «لكن الوقت كان خائناً»، والأسطول سينطلق بعد العيد.
هكذا، وبرغم أن المؤتمر الذي عقدته أمس «الحملة العالمية لمقاومة العدوان» في نقابة الصحافة، كان مخصّصاً لعرض نتائج لقاء التنسيق والتشبيك لأسطول الحرية 2، إلا أن الحديث تشعّب نحو قوافل أخرى. لذلك، ستشهد الأشهر المقبلة ارتفاعاً ملحوظاً في وتيرة الحركة لكسر حصار غزة، في ظل معوّقات كثيرة تواجهها تلك الحملات، تبدأ بإحجام الكثيرين عن تأجير سفنهم، ولا تنتهي بالدول التي تمنع الإبحار باتجاه غزة من موانئها، الأمر الذي أوحى للمنظمين بتحرك قانوني إضافي هو مقاضاة الدول التي تمنع الانطلاق من موانئها الى غزة لكون الحصار غير قانوني.
في التفاصيل، ستنطلق أولاً في 27 تموز الجاري قافلة «أميال الابتسامات 2» البرية التي تضم برلمانيين وإعلاميين عرباً وأجانب، بتنظيم من اتحاد البرلمانيين المتضامنين مع القضية الفلسطينية، إضافة إلى آليات محملة بالمساعدات بإشراف «ائتلاف الخير» الذي يديره الشيخ يوسف القرضاوي. أمّا في 18 أيلول فستتحرك ألف سيارة باتجاه غزّة من 3 مناطق أوروبية، مغربية وخليجية، ضمن قافلة «شريان الحياة 4».
مقاضاة السلطات التي تمنع انطلاق سفن المساعدات من موانئها
لجان كسر الحصار كثيرة. تبذل الجهود على أكثر من صعيد، وقد شهدت تنامياً على مستوى «الرحلات»، كما بدا من ضخامة الحملات. لم يستغرق المؤتمر وقتاً طويلاً، وتحت عنوان «الحرية لغزة» تلا الأمين العام للحملة عبد الرحمن النعيمي، توصيات لقاء لجان كسر الحصار، أمام حضور لبناني، فلسطيني وخليجي. أولى التوصيات كانت «تحديد هدف واحد لهذا الأسطول، وهو كسر الحصار وفتح المعابر وميناء غزة ومطارها»، لكن من دون توضيح آليات الوصول إلى هذا الهدف. الجانب القانوني في التوصيات كان مهماً، إن على مستوى دعم الجهود المبذولة «ولا سيما الملاحقات القانونية لمجرمي الحرب الصهاينة» التي من شأنها تضييق مساحة حرية التنقل لمجرمي الحرب الإسرائيليين، إضافة الى إظهار اسرائيل بصورتها الحقيقية. لكن الأهم في هذا الشق، هو الدعوة إلى «دراسة إمكان المقاضاة القانونية للسلطات التي تمنع انطلاق سفن المساعدات من موانئها، باتجاه غزة باعتبار هذا المنع مخالفاً للقانون الدولي ومخالفاً لقانون الملاحة الدولية» وهو ما يشير، ضمناً، إلى وجود مشاكل تعانيها أساطيل الحرية مع الدول التي تنوي الإبحار من موانئها.
وفيما عرض النعيمي الحملات التي ستنطلق لكسر الحصار، تتماهى التوصيتان الخامسة والسادسة مع الاستعدادات المتسارعة لإتمام عدّة أسطول الحرية 2. إذ ضمت التوصية الخامسة دعوتين للدول العربية: الأولى قديمة وهي بإطلاق سفن من كل ميناء عربي باتجاه غزة، على قاعدة أن السكوت عن الحصار مشاركة فيه، أمّا الدعوة الثانية فهي لتسهيل انطلاق السفن. أمّا التوصية السادسة فأكدت «التكامل بين المبادرات الإغاثية المتواصلة... انطلاقاً من لامشروعيّة ولاقانونيّة ولاأخلاقيّة هذا الحصار».
وبعد انتهاء المؤتمر، أشارت مصادر الحملة لـ«الأخبار» إلى اقتراح تسيير سفينة أطفال من كل الجنسيات. لكن هذا الاقتراح ما زال مثار جدل، لأنه «يعطي ذريعة للإسرائيلي للقول إننا نستعمل الأطفال دروعاً بشرية». وتحدّثت المصادر عن أن دخول قافلة «أميال الابتسامات 2» إلى غزة قد جرى «الاتفاق عليه مع السلطات المصرية». أمّا على مستوى أسطول الحرية، فتؤكد المنسقة العامة لـ«غزة حرّة» هويدا عراف أن «حملات تبرع تجري في أكثر من دولة أوروبيّة وأميركية لإشراك شعوب هذه الدول في كسر الحصار عبر تبرعهم لشراء السفن التي ستنطلق من بلدان متعددة، وتلتقي في البحر المتوسط في الوقت نفسه».