جوانّا عازارخمسة إلى سبعة آلاف شخص يدخلون ليليّاً إلى مدينة جبيل. العدد يتضاعف تقريباً في ليالي مهرجانات بيبلوس الدوليّة الممتدّة طيلة شهر تمّوز. أرقام تكاد تكون خياليّة تسجّلها مدينة الحرف، وتضع بلدية جبيل أمام مسؤولية تنظيم السياحة فيها. هذا ما يعمل عليه «الريّس» زياد الحواط، وقد بدأت النتائج تظهر في السوق القديم الذي يشهد ورشة تنظيميّة، وخصوصاً مع العدد المرتفع للحانات الموجودة فيه.
العنوان الأبرز لهذا العمل هو السلامة العامة، وفي هذا الإطار يقول الحواط إن «السهر في السوق أصبح أكثر تنظيماً من ناحية وجود الشرطة السياحيّة التابعة للبلديّة دائماً، ومهمّتها السهر على تأمين حماية الساهرين وتلافي حصول المشاكل، إضافة إلى أنّ أصحاب الحانات أصبحوا ملزمين بعدم تقديم الكحول لمن هم دون الثامنة عشرة من العمر، وبتقديم المشروبات بأكواب بلاستيكيّة لتعذّر غسل الأكواب الزجاجيّة لغياب المغاسل في عدد من الحانات». كما قُسّم السوق إلى ثلاثة أقسام، تعتمد الحانات في كلّ منها موسيقى موحّدة لتلافي الإزعاج الناجم عن التنوّع في الموسيقى بين الحانات المتلاصقة.
أمّا أمنيّاً، فتحدّث الحوّاط عن تسيير دوريّات متنقّلة لقوى الأمن دائماً، مهمّتها حفظ الأمن ومنع الإشكالات. هذا واستوجب العدد الهائل للزائرين تطبيق خطّة طوارئ لتنظيم السير بالتعاون مع رئيس ميناء جبيل، مسؤول السير في جبيل ومسؤولين من لجنة مهرجانات بيبلوس. وقد فتحت البلديّة موقفاً للسيّارات وأمّنت باصات صغيرة لنقل الزائرين من ميناء جبيل وإليه حيث تنظّم المهرجانات.
يذكر أن نحو 24 حانة تفتح أبوابها في السوق القديم هذا الصيف، وهو عدد مرجّح أن يتقلّص، إذ تنتهي رخصها في أواخر أيلول 2010. ويكشف الحواط عن «دراسة جديدة ستعتمدها البلديّة لتأجير الأملاك العامّة العام المقبل، بحيث يسمح لأصحاب الأملاك الخاصّة فقط بفتح الحانات على نحو يكون امتداداً لمحالهم شرط أن تستوفي عدداً من الشروط والمواصفات الصحيّة».
ويبدو أصحاب الحانات راضين عن هذه التدابير. فيصفها روبير قدّوم، الذي يدير حانة في السوق منذ 13 عاماً، بالإيجابيّة «وخصوصاً وجود الشرطة البلديّة من السادسة مساءً حتّى الثالثة فجراً، ما من شأنه الحدّ من الحوادث والمشاكل». أما برنار أبي صعب، صاحب حانة افتتحت هذا العام، فتحدّث عن «الصرامة الإيجابيّة التي تتعاطى بها البلديّة مع كلّ أصحاب الحانات، وعن متابعتها المواضيع بحيث تتأكّد من الالتزام بما فرضته أو عدمه من خلال المراقبة التي تفرضها شرطة البلديّة». بدوره ثمّن شريف المولى الذي يفتتح حانته للسنة الأولى الخطوات التي تطبّقها البلديّة، متحدّثاً عن غياب المشاكل في السوق، وإن لفت إلى استمرار أزمة السير، وذلك بسبب ضغط الزائرين الكبير الذي يصبّ على جبيل في عطلة نهاية الأسبوع. وهذا ما أشار إليه أيضاً جاد سمعان الذي افتتح حانة في السوق العام الماضي «كلّ ما أنجز حتّى الآن كان ضروريّاً كتوحيد الموسيقى ومراقبة السوق، إلا أنّ مشكلة زحمة السير لا تزال بحاجة إلى المزيد من الحلول».
وفي هذا الإطار يقول «إنّ البلدية في صدد القيام بخطوات تدخل ضمن مشروع السلامة العامة الذي تنفّذه مع تجمّع اليازا، ويتضمّن إعادة تأهيل الطرق العامّة والأوتوستراد في المدينة، وقد ساهم مبلغ المليار ونصف مليار ليرة من وزارة الأشغال العامّة والنقل في تزفيت طرق عديدة في المدينة». أمّا بيئيّاً، فالهدف «جعل جبيل مدينة صديقة للبيئة من خلال إنشاء حديقة عامّة تمتدّ على مساحة 14 ألف متر مربّع، وتضمّ أنواعاً كثيرة من الطيور والأشجار وأحواض المياه... فضلاً عن تشجير مختلف زوايا المدينة والطرق العامّة وقد بدأت ورشة التشجير في قلب المدينة». وعن السياحة البحريّة، تعمل البلديّة على تأهيل السنسول البحريّ للمدينة وإكماله بما يراعي التوازن بين المحافظة على الآثار وتحقيق مصلحة الصيّادين والمواطنين.