أسامة العيسةوأعرب عراف عن سعادته بالعثور على العملة الذهبية، وبالعمل في الموقع، مشيراً إلى أنه يأتي استكمالاً للجهد الذي استمر 24 عاماً لكشف ما وصفه «أسرار بيت صيدا الأثرية المذكورة في الكتاب المقدس». وتزن العملة 7 غرامات، وتحتوي على 97.6% من الذهب، وقد عثرت عليها طالبة أميركية من جامعة فرجينيا، تعمل ضمن مجموعة من المتطوعين الأميركيين في الموقع.
وقال عراف لموقع إخباري أميركي: «ما عثرنا عليه هي أول عملة ذهبية للإمبراطور أنطونيوس بيوس يعثر عليها في إسرائيل. هذه العملة، والآثار التي عثرنا عليها في بيت صيدا تعتبر جزءاً من تراث دولة إسرائيل، وسوف تؤول إلى سلطة الآثار الإسرائيلية، وعلى الأرجح ستستقر في النهاية في متحف إسرائيل بالقدس».
وكان موقع بيت صيدا القديمة، حيّر علماء الآثار الكتابيين، حتى خطر لأحدهم بأن موقع التلّ قد يكون هو المكان المقصود، رغم أنه يبعد نحو كيلومتر ونصف عن بحيرة طبريا. وافترض أنّ مياه بحيرة طبرية انحسرت على مرّ الزمن، بفعل الزلازل والانهيارات الأرضية فلم يعد الموقع بحالته الآن يحمل الأوصاف عينها التي أسبغها عليه الكتاب المقدس.
وبعد احتلال إسرائيل الجولان عام 1967، فتحت شهية علماء الآثار للتنقيب في الموقع، وشهد زيارات عديدة للتحقق من فرضية أنه قد يكون موقع قرية بيت صيدا. ومنذ عام 1987، يجري التنقيب في الموقع تحت إدارة الدكتور عراف، باسم جامعة نبراسكا، التي تتجاهل ذكر قيامها بعمل غير شرعي وفقاً لقوانين ومعاهدات الآثار الدولية، وتشارك في مواسم التنقيب جامعات أوروبية وأميركية أخرى.
وخلال السنوات الماضية، تطوّعت أعداد كبيرة من طلبة الجامعة الأميركية للمشاركة في التنقيبات، مع ازدياد الدعاية الأميركية للموقع، والكشف عن طوبوغرافية المدينة القديمة، وأبوابها وشوارعها وأبراجها، والتي أعادها المنقبون إلى العصر الحديدي، مشيرين إلى أنها المذكورة في مراسلات تل العمارنة في القرن التاسع قبل الميلاد، بين الفراعنة المصريين وحكام فلسطين المحليين الذين دانوا بالولاء للإدارة المصرية. ‏وعُثر في الموقع على لقى أثرية هامة من بينها نصب محطم للإله حدد، وتمثال يمثل الإله المصري باتايكوس، إله الفنانين والحرفيين، ولكنه غير مكتمل على الأرجح، وجرة تحمل رمز غنج الفرعوني، وتمثال لإله القمر سين، الذي حظي بشعبية في الشرق الأدنى القديم. وعثر أيضاً على نقوش لأسماء آرامية، وغيرها من آثار سورية وجدت طريقها إلى متحف إسرائيل بالقدس.
تجدر الإشارة إلى أنه بإمكان الدولة السورية مقاضاة إسرائيل أمام المحاكم الدولية في لاهاي بتهمة سرقة آثارها بحسب اتفاقية لاهاي 1958 التي تمنع التنقيب عن الآثار خلال فترات النزاع المسلح والتي وقعت عليها إسرائيل. ومن حقها الدولي المطالبة بكل قطعة أثرية استخرجت من أرضها، وخصوصاً مع الاعتراف الدولي باحتلال الجولان.
ويشهد موقع الحفريات، بين وقت وآخر، طقوساً دينية، وصلوات احتفالية مرة مسيحية ومرة ثانية يهودية، وهو أمر يبدو غريباً في موقع يفترض أنه يشهد حفريات علمية.