طرابلس ــ عبد الكافي الصمدلم يتراجع الأطبّاء والممرّضون العاملون في قسم الطوارئ في المستشفى الإسلامي الخيري في طرابلس عن إضرابهم المفتوح، وذلك لليوم السادس على التوالي، رافضين مع إدارة المستشفى إعادة فتحه قبل إيجاد حل جذري لقضية الاعتداءات التي تعرّضوا لها في الآونة الأخيرة، حيث كان المعتدون يستخدمون الأسلحة والعصيّ والسكاكين في اعتداءاتهم.
عقدت هيئات المجتمع المدني لقاءً تضامنياً أمس مع المستشفى في مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي (قصر نوفل سابقاً)، وقد أكّدت مديرة المستشفى، مهى قرق، لـ«الأخبار» «لن نعيد فتح القسم بعد هذا اللقاء، لأننا نريد حلولاً جذرية لما نعانيه من اعتداءات، ولن نعيد فتحه إذا لم تكن هناك حلول جدية».
لمتابعة هذه القضية وبحث إمكان إيجاد حلول لها، سيُعقد قبل ظهر اليوم اجتماع مع وزير الصحة محمد جواد خليفة، يحضره نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون، ونقيبا أطباء بيروت وطرابلس شرف أبو شرف وفواز البابا، إضافةً إلى مديري المستشفى الإسلامي الخيري ومستشفى المقاصد، الذي كان قد تعرّض أمس قسم الطوارئ فيه لاعتداء مماثل.
المرضى يتعرّضون أيضاً للضرر المادي والمعنوي عند وقوع اعتداءات
وإذ أشارت قرق إلى أنّ «موعدنا مع وزير الداخلية زياد بارود لم يحدَّد بعد»، أوضحت أنه «باستثناء قسم الطوارئ في المبنيَين القديم والجديد، فإنّ بقية الأقسام في المستشفى تعمل طبيعيّاً»، لافتةً في «الوقت نفسه إلى أهمية قسمي الطوارئ اللذين يدخلهما شهرياً ما لا يقل عن 2500 حالة، باتت اليوم تتوزّع على باقي مستشفيات طرابلس».
ولفتت قرق إلى أنّ «هيئات المجتمع كلها تستنكر ما نتعرض له، وتدعو إلى وجوب وضع حد لهذه القضية، وأيضاً المرضى في المستشفى، الذين يعيشون حالات رعب وخوف عند وقوع المشاكل، وبعضهم قال لنا الحق معكم 100 %، حتى يرى المجتمع الطرابلسي التأثير السلبي للاعتداء والتكسير والتحطيم، والإهانات والتعدي على الممرضين والأطباء».
وكشفت قرق أنّ «مرضى من المناطق الشعبية والفقيرة في طرابلس يأتون إلينا للمطالبة بإعادة فتح قسم الطوارئ أمامهم، لكننا نقول لهم إنّ ما نفعله هو لمصلحتهم، لأنّ المرضى يتعرضون مثلنا للضرر المادي والمعنوي، وهم مواطنون لا علاقة لهم بالأمر، سوى أنهم كانوا موجودين عند وقوع المشاكل».
وفي تعليق على الاعتداء على مستشفى المقاصد في بيروت، قالت قرق «هذا الأمر أصبح ظاهرة تحتاج إلى معالجة شاملة، يجب أن تبتّها القوى الأمنية سريعاً، وأن تعزّز نقاط وجودها في المستشفيات».
لكنّ اللافت أن الإشكالات التي كان يشهدها قسم الطوارئ في المستشفى الإسلامي، لم تشهدها الأقسام المماثلة في مستشفيات طرابلس الأخرى، التي تحولت إليها حالات الطوارئ، وفق ما أكده لـ«الأخبار» نقيب أطباء طرابلس فواز البابا، الذي رأى أنّ «إغلاق قسم الطوارئ في المستشفى الإسلامي يؤثّر كثيراً في الحياة الطبية والصحية في كل الشمال، لأنه معروف بأنه «مستشفى الفقراء».
عن المطالب التي سيطرحونها على وزير الصحة، ركّز البابا على «توفير حماية لنا»، مضيفاً «سنطالب بتوفير حماية بطريقة رسمية للمؤسسات الاستشفائية».