لم تكن حداثة الاعتداء التي تعرّض لها قسم الطوارئ في مستشفى المقاصد أمس الأولى من نوعها. بعض أهالي المنطقة يؤكدون تقصير القوى الأمنية، والمستشفى يقفل قسم الطوارئ لحين تأمين الحماية اللازمة من القوى الأمنية
زينب زعيتر
أُصيب ماهر ن. بجرح في يده، فتوجّه مع أصدقائه إلى مستشفى المقاصد في منطقة الطريق الجديدة، وذلك عند الساعة السادسة من صباح أمس. عاين الطبيب المناوب ماهراً، وبعد المعاينة وإجراء الإسعافات الأولية تبيّن أنّ جرح ماهر بالغ وعميق، فجرى الاتصال بالطبيب المختص لمعالجته. «فما كان من ماهر وشابين آخرين كانا برفقته، إلا أن بدأوا بتحطيم محتويات قسم الطوارئ وأطلقوا النار من أسلحة كانت بحوزتهم، في ظلّ وجود حارس واحد مكلّف بحماية القسم من قبل الأمن الداخلي»، وفق ما قال لـ«الأخبار» عاملون في المستشفى.
ويروي نائب مدير مستشفى المقاصد محمد حمداني تفاصيل الحادثة ويؤكّد أنّ ماهر المصاب في يده قد شارك أيضاً في التحطيم وإطلاق النار. ويستبعد حمداني «وجود أي خلفية سياسية وراء الحادثة، مؤكداً أنّ الاعتداء هو عمل صبياني لا أكثر». خرّب المعتدون قسم الطوارئ وتمكنت كاميرات المراقبة في القسم من تصوير الحادث، وعُرف أنّ رفيقي ماهر يدعيان ماهر م. وأدهم ص.
يتحدث أحد سكّان الطريق الجديدة ويدّعي بأنّه من الأشخاص المسؤولين عن حماية المنطقة أنّ «الشبان الثلاثة وبينهم ماهر ن. الملقّب «بالشبح»، يتوافدون دائماً إلى المنطقة ويعمدون إلى افتعال المشاكل وهم في حالة من السكر الظاهر، ومعروف عنهم أنهم يتعاطون حبوب الهلوسة وأنواعاً أخرى من المخدرات». ويتساءل «لماذا لم يتقدّم الجيش الذي يقف على مقربة من المستشفى أثناء الاعتداء بعدما سُمع إطلاق النار لمسافة بعيدة»؟
تقدّمت إدارة مستشفى المقاصد بشكوى لدى فصيلة الطريق الجديدة، وأكّد المحامي رضوان طعمة في اتصال مع «الأخبار»، أن «المعتديين ماهر وأدهم، قد هربا من المستشفى بعد الاعتداء إلى مخيم صبرا، ومن هناك فرّا إلى مخيم برج البراجنة، فيما تقوم الأجهزة الأمنية المختصة بمداهمات لإيجاد المعتدين». وأثنى طعمة «على تجاوب المدعي العام في بيروت جوزف معماري الذي أصدر قراراً سريعاً بإلقاء القبض على الشبّان الثلاثة».
وقد علمت «الأخبار» أنّ المصاب ماهر ن. يخضع للمعالجة في مستشفى بيروت الحكومي، وتمكنت القوى الأمنية من معرفة مكان وجوده، وأنّ حادث الاعتداء من الممكن أن يكون ردّ فعل قام به المعتدون على خلفية وفاة شاب في عمر السابعة عشرة في المستشفى بعد تعرضه لحادث سير قبل سبعة أيام.
وكانت إدارة مستشفى المقاصد قد أصدرت بياناً أمس استنكرت فيه الاعتداءات المتكررة على المستشفى، بعدما شرحت تفاصيل الحادثة، وأعلنت الامتناع عن استقبال الحالات الطارئة لحين تأمين القوى الأمنية المختصة الحماية اللازمة. وجاء في البيان «ان المستشفى وقسم الطوارئ والأطباء والعاملين والممرضين فيه ليس لديهم إلا عملهم الإنساني، والخدمة الإنسانية التي يؤدونها لكل صاحب حاجة ملحة». وأعلن رئيس الجسم الطبي في المستشفى الدكتور أنس مغربل عن الصعوبات التي يواجهها المستشفى يومياً، لجهة التهديد بالسلاح والآلات الحادة من قبل بعض الموتورين الذين يرافقون بعض المصابين، فيما يقدم المستشفى أفضل الخدمات ويسارع إلى معالجة المصابين وأصحاب الحاجة». وأبدى مغربل أسفه الشديد للحادث الذي تعرض له المستشفى، مشيراً إلى ان الجهاز الطبي «لا يستطيع أن يعمل في ظل ظروف كهذه، ولا يمكن أن يقدم خدمات طبية تحت أي ضغط كان». ودعا الأجهزة الأمنية إلى العمل على وقف هذه التجاوزات وتحمل مسؤولياتها في هذا الاتجاه.


الطريق الجديدة: الأهالي يعتصمون

شهدت منطقة الطريق الجديدة امس أمام مدخل مستشفى المقاصد اعتصاماً نفذه اهالي المنطقة، مستنكرين الاعتداءات المتكررة التي تحصل في المنطقة وتحديداً عمليات الاعتداء على المستشفى. وأصدروا بياناً تحدثوا فيه عن تفاصيل الحادثة «اعتدى عدد من المتعاطين والخارجين عن القانون على حرم الطوارئ والجسم الطبّي بالضرب والتكسير وإطلاق النار، وإننا نتضامن مع الإخوة في المستشفى». وطالب الأهالي الأجهزة الأمنية والعسكرية بتوفير الحماية الضرورية للمستشفى وللعاملين «لأننا لن نسكت بعد اليوم على ما يجري ونحن من سيؤمّن الحماية». وتحدث «الزغلول» الذي عرّف عن نفسه بأنه مسؤول عن حماية المنطقة، عن تقصير الأجهزة الأمنية والعسكرية في حماية المنطقة من اعتداء بعض الشبان الخارجين عن القانون.