جوانّا عازار«بتخوِّف» هذا أقلّ ما يقال عن الطريق البحرية التي تربط بين قضاءي جبيل والبترون، وهي الطريق التي تمتدّ من جسر المدفون حتّى جبيل، مروراً ببلدات البربارة، الحلوة، المنصف وعمشيت. أمّا سبب التصاق صفة الخوف بالطريق، فلأنها ليلاً معتمة بطريقة شبه كاملة، ما يسهم في ازدياد حوادث السرقة والسلب عليها. من المغامرة سلوك الطريق البحريّة في اللّيل، فباستثناء الأضواء التي تخرج من المطاعم والمنتجعات البحريّة، تغيب الإنارة كليّاً، فتغرق في كثير من مفاصلها في عتمة شبه كاملة. الطريق الضيّقة نوعاً ما، تتفاوت على جوانبها نسبة السكن، بحيث تكاد تنعدم في عدد من الأماكن. «وضع الطريق أقلّ ما يُوصف به بأنّه سيئ»، تقول أرليت حنّا، التي تقطن جبيل، مضيفةً: «أتجنّب سلوك الطريق المذكورة في أوقات المساء، وخصوصاً إذا كنت وحدي، فهي طريق موحشة في القسم الأكبر منها». توافقها سلمى هاني: «هالطريق بدّها رجال باللّيل»، متحدّثة عن «ضرورة إنارة الطريق ما يخفّف من حوادث السرقات والسلب».
يوم تطويب اسطفان لم تحصل أيّ سرقة لانتشار القوى الأمنية
وتشير المعلومات المتوافرة لـ«الأخبار» إلى أنّ السرقات تبلغ حدّها الأكبر في عطلة نهاية الأسبوع، وخصوصاً عصر يوم الأحد، إذ يركن المواطنون سيّاراتهم على جانب الطريق، ويرتادون المسابح، قبل أن يعودوا إليها ويفاجَأوا بزجاج السيّارة محطّماً، وقد سرقت منها حقائب صاحبها أو أغراضه. من هنا، ضرورة تنبّه المواطنين إلى عدم ترك حقائبهم بصورة ظاهرة في السيّارات، وضرورة أن تعمل الدولة على زيادة دوريّات قوى الأمن وتكثيفها في المنطقة، لأنّ من شأنها ردع السارقين. والدليل أنّه في يوم الأحد، الذي طوّب فيه الأخ اسطفان نعمه في بلدة كفيفان البترونيّة، لم تشهد الطريق أيّ سرقة أو عمليّة سلب، لأنّ عناصر القوى الأمنية والجيش اللّبنانيّ كانوا منتشرين انتشاراً مكثّفاً على طول الطريق. والجدير ذكره في هذا السياق، أنّ السرقات تنعدم على الطريق البحريّة في عمشيت لوجود ثكنة للجيش اللّبناني في المكان. لوجستياً، فإنّ وقوع الطريق بين البحر من جهة، و«جلال التين» أو البساتين المتدرّجة وغيرها على جانب الطريق، كما في بلدة البربارة مثلاً، يسهّل للسارقين الهروب والاختباء بين أشجارها، وخصوصاً بعد حلول الظلام، وفي غياب الإنارة عن المكان. «كم من السرقات والحوادث يجب أن تقع في المكان قبل أن تظهر حلول عمليّة تضع حدّاً للوضع القائم، إنّها فعلاً طريق خطرة في الليل، وأقلّ ما يمكن فعله هو إنارتها»، يقول رمزي عطا الله.
أمام هذا الواقع يشير مصدر أمنيّ لـ«الأخبار» إلى أنّ القوى الأمنيّة تتبلّغ شكاوى المواطنين وهي تكثّف الدوريّات على الطريق، رغم قلّة عدد العناصر في جبيل، وهي تتابع قضايا السرقات والسلب بجدّية، وقد أوقفت حتّى الآن عدداً مهمّاً من السارقين. يتابع المصدر أنّ القوى الأمنيّة تتواصل مع رؤساء البلديّات في المنطقة من أجل أن تسهم عبر الشرطة البلديّة في مراقبة الطريق للتمكّن من ردع السرقات والجرائم. يبقى أنّ من الحلول المقترحة على البلديّات العمل على تركيب كاميرات مراقبة على طول الطريق، من شأنها الكشف عن أيّ تحرّكات مشبوهة، وردعها قبل أن تتطوّر. لكن، يجب أن تتوافر الكهرباء لتعمل الكاميرات «على ضو».