حملت دموعها قاصدة مكاتب صحيفة «الأخبار». جاءت تشكو اعتداء أحد عناصر قوى الأمن الداخلي عليها. تُعرّف عن نفسها بأنها زينب زعيتر (18 سنة) زوجة السجين إبراهيم علو. تقول إنها أرادت رؤية زوجها فقط، فالأخير الذي لم يمض على زواجها به سنتان، حبيس خلف قضبان سجن رومية بتهم عدة. سمعت أنه تعرّض للضرب ظلماً على أيدي حرّاس السجن، ولهذا قصدت السجن المركزي برفقة طفلها وحماتها والطبيب الشرعي. أحضرت الأخير، بناءً على طلب المحامي، ليكشف على زوجها الذي تقول إنه أصيب بجرح بالغ إثر تعرّضه للضرب. تشير زينب إلى مواضع متعددة من جسدها قبل أن تبدأ بسرد القصة، فتقول كأنها تقيس ما حصل لزوجها بما حصل لها: «هذه آثار أظفاره على يدي، وهنا آثار السحل تظهر على ركبتي». تُقرّب يدها من محفظتها لتسحب ورقتين، فيتبين أنهما تقريران صحيّان من الطبيب الشرعي نعمة الملّاح. الأول لها والثاني لحماتها (والدة زوجها). يؤكّد التقرير الطبّي الكلام الذي تتحدّث عنه زينب، فيشير إلى أن هناك احمراراً رضّياً ورضوضاً وخدوشاً في أنحاء مختلفة من الجسد. كذلك يضيف أن في الرقبة ألماً من جرّاء شد بالشعر. كذلك يفيد التقرير المذكور بأن الإصابات التي تحدّث عنها تستدعي توقّف السيدتين عن العمل لمدّة يومين. تبدأ زينب بسرد روايتها قائلة إنها سترفع دعوى بحق الضابط المسؤول عن الذي حصل لها. تعترف بأنها حاولت رؤية زوجها السجين رغم محاولتهم منعها، فتلفت إلى أنها رفعت صوتها صارخة بأنها لن تغادر رومية قبل أن يُسمح لها برؤية زوجها. فقد تمكّنت زينب من دخول باحة السجن، لكنها عندما طلبت مواجهة زوجها، أخبرها عنصر الأمن بأن الأخير لا يمكنه المواجهة لأنه موجود في السجن الانفرادي. طلبت زينب مقابلة آمر السجن، فأخبرها العنصر أنه ليس موجوداً، لكنه أشار إلى أنه يمكنه سؤال الضابط المسؤول عنه. طلب العنصر الضابط عبر الهاتف، فسأله الأخير الذي يحمل

تقول إن أحد العناصر شدهاّ بشعرها حتى سقطت أرضاً
رتبة رائد إن كانت زينب صاحبة مشاكل قبل أن يوافق على مقابلتها. قابلها لكنه رفض الموافقة على حصول المواجهة بينها وبين زوجها لأنه موجود في الانفرادي. أثناء خروج زينب من مكتب الضابط سمعت صراخ أحد السجناء يطلب نقله إلى المستشفى. أنصتت فتبين أنه صوت زوجها إبراهيم. بدأت تناديه فراح يجيبها. مرّت لحظات قبل أن يحضر الضابط. طلب إليها الخروج فرفضت، قائلة إنها لن تغادر قبل رؤية زوجها. كانت حماتها لا تزال برفقتها. عندها عمد الضابط إلى دفعها بمعاونة أحد العناصر. حاولتا المقاومة، لكن أحد العناصر شدّها من شعرها حتى سقطت أرضاً وسقط معها طفلها الذي لا يتخطى عمره سنة. جرّها من شعرها ثم من يدها قبل أن يرميها وحماتها في الخارج. استمرّت السيدتان بالصراخ رغم أن بعض عناصر قوى الأمن بدأوا بكيل الشتائم لهما. تُكمل زينب، كذلك لم يُسمح للطبيب الشرعي بالدخول لمعاينة زوجها لأنهم ادّعوا أنه جاء بعد الدوام الرسمي، علماً بأنه قد وصل في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف من بعد ظهر يوم السبت. تكشف زينب لـ«الأخبار» أنها ستتقدم بشكوى بحق الضابط المسؤول والعناصر التابعين له بجرم ضرب وإيذاء وقدح وذم.
(الأخبار)