تقع السيدات غالباً ضحية عمليات النشل بواسطة الدراجات النارية على الطرق. وقوى الأمن تؤكّد انخفاض معدل النشل اليومي إلى النصف هذا العام، فهل تكفي تدابير الحماية مع بداية الموسم السياحي 2010؟
زينب زعيتر
أداة الجريمة المستخدمة هي دراجة نارية صغيرة، أمّا الوقت المستغرق لتنفيذها فلا يحتاج إلى أكثر من نصف دقيقة. تمّت المهمة «بنجاح» بعدما نشل السارقون حقيبة سيدة تمشي على الطريق، ويلعب الحظ هنا دوره فيما إذا كانت المحفظة «دسمة» مليئة بالنقود، أم أنّها تحتوي فقط على أوراق خاصّة ومبلغ زهيد من المال. «أعمل محاسبة في أحد محال الملابس في الحمرا، قبضت معاشي ذلك اليوم، ولدى خروجي من المحل مرّ شخص بسرعة على متن دراجته النارية ونشل منّي الحقيبة وأنا أصعد في سيارة الأجرة». تتحدث سمر بحسرة عن سرقة حقيبتها وفي داخلها مبلغ 600 دولار، إضافة إلى بطاقة هويتها. كما أقدم شخص مجهول يستقل دراجة نارية في منطقة عين المريسة على نشل حقيبة سناء وفي داخلها 7320 دولاراً أميركياً، إضافة إلى أوراق ثبوتية خاصة. وفي منطقة تلّة الخياط أقدم مجهولان يستقلان دراجة نارية على نشل حقيبة ديما وفي داخلها مبلغ 500 دولار وخاتما ذهب وبعض المستندات الشخصية.
هذه بعض عمليات النشل التي سجلتها تقارير أمنية صادرة في شهر حزيران، ويُقدّر عددها بحوالى خمس وأربعين عملية نشل، مقارنةً بشهر أيار الذي سُجلّت فيه ستون عملية نشل في مناطق مختلفة من بيروت.
تتزامن عمليات النشل هذه مع بداية الموسم السياحي في لبنان، حيث تتركّز معظم العمليات في المناطق التي يقصدها السياح. ففي منطقة الأشرفية شارع مونو تمكّن مجهول من نشل حقيبة سيدة وفي داخلها أوراق ثبوتية و200 ألف ليرة لبنانية. كما تمكّن أحد السارقين من نشل حقيبة امراة في منطقة المنارة وفي داخلها مبلغ من المال.
تتراجع نسبة عمليات النشل في المناطق الخارجة عن لوائح المناطق السياحية كحي السلّم والرويسات. في منطقة الشياح اتسمت إحدى عمليات النشل بطابع آخر، حيث فشل السارقون. فخلال محاولة نشل حقيبة ياسمين س. وبرفقتها حلمي ع. وهما أردنيان من داخل سيارتهما المستأجرة، أقلع حلمي بالسيارة فصدم السارقين على متن دراجتهما النارية، سقط الأخيران على الأرض فما كان من أحدهما إلا أن أطلق النار في الهواء وفرّا إلى جهة مجهولة، تاركين وراءهما الدراجة وهاتفهما الخلويين. وكان لمنطقة الطريق الجديدة عدد كبير من عمليات النشل بحسب ما أوردت التقارير الأمنية الصادرة أخيراً في شهر حزيران. ادعّت أمام فصيلة طريق الجديدة نادية ن. أنّ مجهولاً على متن دراجته النارية نشل حقيبة يدها وفي داخلها مبلغ وخاتما ذهب وبطاقة هويتها. وفي المنطقة نفسها شارع السبيل أقدم مجهولان على متن دراجة نارية على نشل حقيبة محاسن ن. ونشل مجهولان في المنطقة ذاتها حقيبة اكتمال ح. وبداخلها مبلغ 140 ألف ليرة.
يعتبر المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي أنّ عمليات النشل تمثّل ظاهرة في بيروت بدأنا نسمع عنها كثيراً في السنوات الأخيرة. «غالباً ما تكون الأداة المستخدمة في عمليات النشل الدراجات النارية، وقد استدعت هذه الظاهرة قوى الأمن الداخلي للعمل على مكافحتها منذ سنتين ولغاية اليوم، بعدما كانت تُسجّل يومياً سبع إلى عشر عمليات نشل». وبما أنّ هذا الرقم «غير مقبول» حيث إنّه يزداد في الموسم السياحي ويستهدف السياح وخاصة السيدات القادمات من الدول الخليجية. يشرح ريفي في حديث مع «الأخبار» عن خطّة المكافحة «كانت الخطّة المستخدمة لمكافحة عمليات النشل قبل سنتين هي مصادرة الدراجات النارية أداة الجريمة في عمليات النشل. وبلغت أعداد الدراجات النارية المصادرة في عام 2009، 29 ألف دراجّة نارية وأُتلفت جميعها لأنّها غير شرعية». ويكمل «الخطوة الثانية كانت أن استقدمنا دراجات خاصة لأفراد دوريات قوى الأمن الداخلي يكون

تتزامن عمليات النشل مع بداية الموسم السياحي حيث تتركّز في المناطق التي يقصدها الزوار
عملها متخصصاً في مطاردة الدراجات وملاحقتها. لم يستمر عمل هذه الدوريات وقتاً طويلاً، لأنّنا اصطدمنا بعقبة وفاة المُطارد أثناء الملاحقة في كثير من الأحيان، وهذه مخاطرة كبيرة على الطرق وبين المواطنين». توقفت قوى الأمن عن المطاردة بواسطة الدراجات منذ سنة، بعدما عملت على تغيير الاستراتيجية المتبعّة «نحارب حالياً بقع العمل المفترضة بعدما أصبحت معلومة لدينا المناطق الأكثر عرضةً لعمليات النشل. بعد هذه الخطّة العملية انخفض معدّل عمليات النشل في النهار الواحد إلى ثلاث عمليات، بعدما كانت تصل سابقاً إلى عشر عمليات يومياً». يتابع ريفي «من ضمن التشدّد في إجراءات السير، التركيز على مكافحة الدراجات النارية الوسيلة المستخدمة في عمليات النشل. وعادة في الموسم السياحي نرفع أعداد قوى الأمن الداخلي المنتشرة على الطرق إلى الحدّ الأقصى الممكن. وهذا الموسم تحديداً خصصت قوى الأمن قوى سيّارة معزّزة بعناصر الدرك، إضافةً إلى قوى سيّارة معزّزة بمجموعة من شرطة بيروت، بدأت عملها فعلياً على الطرق نهار الاثنين». تتراوح أعداد كلّ مجموعة سيّارة من 25 إلى 30 فرداً.


لقطة

لا تقتصر عمليات النشل التي تحصل في مناطق مختلفة من بيروت على السالبين الذكور الذين يقودون الدراجات النارية، فللنساء أيضاً حصّة في عمليات النشل. فثمّة نساء ضالعات في السرقة ولهنّ طرقهنّ الاحتيالية الخاصة. وبالطبع ليست السيدات فقط هنّ اللواتي يتعرّضن للنشل على الطرق وفي الأماكن العامة. ففي منطقة الحمرا داخل أحد المجمعات التجارية الكبيرة دخلت فتاتان إلى المجمع وبدأتا بمراقبة السيدات داخله، ووقعت عيونهما على حقيبة راوية فنشلتاها سريعاً من يدها وفرّتا إلى جهة مجهولة. وأيضاً في منطقة الحمرا وداخل سوبر ماركت أقدم مجهولان على نشل حقيبة المفتّش الثالث في الأمن العام عمر ع. وبداخلها بطاقته المسلكية وأوراق ثبوتية إضافة إلى مبلغ 400 ألف ليرة.


حزيران يسجّل تراجعاً في عمليات النشل

عممت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي جدولاً إحصائياً، حول بعض الجنايات والجنح المرتكبّة خلال شهر حزيران من عام 2010 مقارنّةً مع تلك الحاصلة في شهر حزيران من عام 2009. وفي ما يختص بعمليات النشل فقد سجلّت إحصائيات المديرية تراجعاً في عمليات النشل بنسبة 36.7 في المئة. سُجّل 986 عملية نشل في عام 2007، بمعدّل 81 عملية في الشهر الواحد. ازداد هذا الرقم بنسبة مرتفعة في عام 2008 فوصلت العمليات إلى 1143. انخفض المعدّل في عام 2009 إلى 1105 عمليات نشل، ليصل أخيراً في عام 2010 خلال الستة أشهر إلى 480. وجاءت إحصائيات هذا العام على الشكل الآتي: 62 عملية في شهر كانون الثاني، 61 في شباط، 119 في آذار، 118 في نيسان، 77 في أيار، وأخيراً في حزيران 43 عملية نشل.