البترون ــ دليدا السكافينشغل الناشطون البيئيون هذه الأيام بمعالجة التشويه الذي لحق بمحيط قلعة المسيلحة منذ الثمانينيات. ينخرط هؤلاء في فريق عمل متخصّص ومتجانس بإشراف وزير البيئة محمد رحال الذي وعد بإعادة تأهيل الأراضي المحيطة بالقلعة في أسرع وقت ممكن. وكان وزير البيئة السابق أنطوان كرم قد سلّم الملف الى مهندسين اختصاصيين أعدّوا دراسات أولية أوصت باعتماد «التجليل» في المناطق التي تعرّضت للتشويه البيئي والحفر بطريقة مدرّجة، وهذا ما تعتمده معظم الدول الأوروبية.
«لكن طبيعة الجبال في قلعة المسيلحة صعبة وتتطلّب تقنيّة مختلفة من العمل لإعادة التضاريس كما كانت في السابق»، يقول ربيع سالم، الأمين العام للمؤتمر الوطني الدائم للبيئة. ويشرح أهمية المشروع الذي يتوقع أن يبدأ تنفيذه بعد أشهر قليلة. ويشير إلى أنّ أبرز أولويات وزير البيئة البدء بإعادة تأهيل الجبال المحيطة بالقلعة، وخصوصاً بعدما وافق رئيس الدير، مالك الأرض، على الترميم الذي ستقوم به وزارة البيئة.
ويأسف سالم لكون العين أصبحت معتادة على رؤية التشويه الحاصل في الجبل الجميل الذي دمّرته الكسّارات . يقول: «حين يتجوّل السيّاح في محيط القلعة يعبّرون عن أسفهم للانهيارات الطبيعية التي تحيط بتحفة قلعة المسيلحة». ويسأل: «لماذا لا تفتح ملفات الجرائم البيئية في لبنان التي شوّهت التحف الطبيعية؟». ويرى أن هذا الملف بالذات هو ملف إجرامي كبير لأن التشويه حصل أمام قلعة تراثية تاريخية صامدة تمثّل رمزاً مهماً للعملة اللبنانية وتحديداً فئة الـ25 ليرة لبنانية، فالتراث هو ملك الناس فقط، وعلى الناس محاسبة كل من شوّه جمالية المكان». ويلفت سالم الى أن هناك دائرة شعاعية تحمي الأماكن الأثرية بتنظيم من وزارة الثقافة.
وفيما ترفض وزارة البيئة زرع الأخضر في جبل المسيلحة منعاً لتغيير المعالم الطبيعية الموجودة هناك، يتمنى سالم أن يبصر مثل هذا المشروع النور قريباً وأن فريق عمل وزارة البيئة سيتابع الملف بكل جدية، باعتبار أنّ جمال قلعة المسيلحة سيتجدّد مع بداية تنفيذ المشروع.