جوانّا عازار
يتحمس إيلي خوري (18 سنة) للمشاركة في مناورة حيّة لإطفاء حريق بواسطة آليّة مجهّزة في بلدة بنتاعل ــــ قضاء جبيل. «مسؤوليتنا أكبر لأننا نعيش على مقربة من محميّة بنتاعل الطبيعيّة»، يقول ابن البلدة لـ«الأخبار» على هامش الدورة التدريبيّة الخاصّة بوقاية حرائق الغابات التي نظّمتها لجنة المحميّة.
هكذا، اطلع خوري و34 شاباً آخر على عناصر اشتعال الحرائق ووسائل إطفائها والاحتياطات الواجب اتّخاذها أثناء الحريق والمطافئ الكيميائيّة. «المعلومات التي حصلنا عليها مفيدة وقابلة للتطبيق»، تقول ابنة بلدة مشحلان المجاورة، ديانا خوري. ويعلن ابن بنتاعل مجد فرح (15 سنة) أنّ الشباب جاهزون لتقديم أي مساعدة لتعزيز دور محميّة تضخّ الحياة في البلدة. ويتدخل سيزار صقر (15 سنة)، ليقول إنّ «المحميّة كنز يغني بنتاعل، والجميع مدعوّون للحفاظ عليه». بل إنّ أهل بنتاعل والبلدات المجاورة لن يتوانوا، بحسب جو خوري (14 سنة) عن حماية كل شجرة في المحمية، في حال حصول أي حريق ولن يستكينوا قبل إخماده. في مقابل هذه الحماسة، يرتبط بعض الشباب بعلاقة مع المحمية، فتتحدث ترايسي مرهج (16سنة) من بلدة مشحلان عن حبّ للمكان توارثته من والدها الذي كان عضواً في لجنة المحميّة. «هي منزل نذهب إليه بعيداً عن غبار يوميّاتنا»، تقول الشابة بشغف.
لهؤلاء الشباب كانت الدورة التدريبيّة الأولى في مركز المحميّة. أمّا الأهداف فتتمثل، بحسب رئيس لجنة المحميّة ريمون الخوري، بحماية الغابة وتأمين الحوار بين الشباب عبر مشروع الوكالة الفرنسيّة للتنمية. يتضمن المشروع أيضاً حماية التنوّع البيولوجي والمساهمة في تنفيذ الدراسات عن الحشرات، السدّيات والفطريّات. وقد شُيّد في المحمية برج مراقبة أساسي لحمايتها من الحرائق ومراقبة الطيور. ويشمل المشروع تدريب الشباب من سبع قرى مجاورة لبنتاعل. ويشرح الخوري، أنّ «بنتاعل من المناطق الأكثر عرضة لخطر الحرائق، لذا عمدنا إلى تنظيف كلّ الأعشاب، ووصل منطقة الصنوبر في المحميّة بطول 1200 متر بخزان مياه يتّسع لـ140 متراً مكعّباً من المياه، ونفّذت مخارج للدفاع المدنيّ كلّ مئة متر». عملياً، جهّزت البنى التحتيّة لاستقبال الزائرين ووضعت الإرشادات داخل المحميّة وخارجها، ورممّ أحد مداخلها الأساسيّة. وتعد اللجنة الدراسات لإنشاء «حديقة للمغامرات» في المحميّة بهدف تنظيم الأنشطة الرياضيّة الحماسيّة.