تتظاهر عائلات بعض السجناء أمام سجن رومية اليوم. فقد وقع خلاف بين عدد منهم أول من أمس. تطوّر الى تضارب وطعن بالآلات الحادّة. تدخّلت القوى الأمنية لفضّه، فنُقل اثنان من السجناء الى المستشفى
رضوان مرتضى
ليست هي المرّة الأولى التي يقع فيها خلاف داخل سجن رومية. فالمشاكل تحصل للجميع وليست محصورة بالسجناء فقط. كما أنه ليس جديداً أن ينقسم السجناء الى مجموعتين، المجموعة الأولى تهاجم والثانية تدافع، ليتطوّر الأمر بعد ذلك فيصبح على شكل غارات تُشنّ يومياً. لقد حصلت عدة خلافات غلى نحو متلاحق داخل مبنى المحكومين في سجن رومية بين عدد من السجناء خلال اليومين الماضيين. وبناءً على ما سبق ذكره، فقد انقسم السجناء الى مجموعتين. تفتعل كل مجموعة خلافاً لترد اعتبارها على خلفية تصفية حسابات سابقة. أما النتيجة فكانت نقل خمسة سجناء الى الجناح واو المعروف داخل السجن باسم «معتقل غوانتانامو»، المخصص لمعاقبة المشاغبين. لم ينته الأمر عند هذا الحد، فقد ذكر عدد من السجناء لـ«الأخبار» أن القوى الأمنية حاولت تأديب المشاغبين، فسقط منهم جريحان نُقلا الى المستشفى للمعالجة فجر أمس، قبل إعادتهما الى الجناح واو. ولفتوا الى أن أحد الذين أُصيبوا، قُطّب رأسه بـ25 قطبة بعدما ضُرِب رأسه بزجاج السجن على يد أحد الرتباء. في المقابل، أشار سجناء آخرون الى أن السجناء الخمسة المعاقبين عمدوا الى ضرب أنفسهم، لافتين الى أن المصاب المذكور ضرب رأسه بزجاج الشبّاك عمداً.
سيتقدّم وكيل السجين بشكوى على الرتيب المشتبه فيه بالاعتداء
إذاً. فقد وقعت عدّة شجارات داخل جدران السجن على مدار اليومين الماضيين. فاتّصل سجناء عديدون بـ«الأخبار»، ناقلين وقائع الحوادث التي جرت، كلّ بحسب وجهة نظره. تحدّث البعض عن برك دماء وتحدّث البعض الآخر عن انضواء مجموعتين من السجناء على شكل عصابتين لاقتناص بعضهم بعضاً، لافتين الى أن الشرارة الأولى كانت الخلاف الذي حصل بين السجين علي ح. ومحمود ك. على خلفية تحرّش الأخير بقاصر. وذكر هؤلاء أن حسن ع. تدخّل للتهدئة فتلقّى شفرة في وجهه من محمود ك. ويشير السجناء الى أن الشفرة التي تلقّاها حسن، دفعت بأصدقائه الى مهاجمة الفاعل وضربه بقسوة وطعنه.
تبرز مقابل الرواية المنقولة رواية مختلفة ينقلها سجناء آخرون، فيقولون إن فضل س. طعن نفسه، أول من أمس، كي يتم نقله الى المستشفى ليتمكّن من إحضار حبوب لتعاطيها. تُكمل الرواية المنقولة، لم يتم نقل فضل س. الى المستشفى فلجأ الى تشطيب نفسه في أماكن متعددة من جسده. طلب السجين علي ح. منه التوقف. لم يستجب وعمد الى شتمه، فتطوّر الأمر الى تضارب بالشكل الذي حصل. وأشاروا الى أن أحد الأسباب يدخل في محاولة «لتشليح سجين غرفته بعدما جدّدها بتكلفة 1500 دولار». كذلك يروي السجناء أن علي ع. وإبراهيم ع. وعلاء ع. ومحمد ك. ومختار أ. اعتدوا على السجين الفلسطيني محمود ك. وطعنوه بالسكاكين. وفي هذا الإطار، قال السجين الفلسطيني محمود ك. في اتصال مع «الأخبار» إن السجناء المذكورين طعنوه تسع طعنات في أنحاء مختلفة من جسده.
بعيداً عمّن يتحمّل مسؤولية بدء الشجار، نُقل خمسة سجناء الى الجناح واو قيل إنهم اعترضوا على نقلهم، فأوسعهم عناصر قوى الأمن ضرباً. وقيل إن السجناء الخمسة أرادوا التعبير عن غضبهم فراحوا يضربون أنفسهم طالبين إعادتهم الى غرفهم، فنتج من ذلك الإصابات التي وقعت.
وفي سياق ردّ الفعل على ما حصل، قالت زوجة السجين ابراهيم ع.، زينب زعيتر، إن عائلات السجناء المعتدى عليهم ستتظاهر أمام سجن رومية المركزي احتجاجاً على الضرب الوحشي الذي تعرّض له أزواجهنّ. وفي هذا السياق، علمت «الأخبار» أن وكيل السجين ابراهيم ع. المحامي رائد حمدان سيطلب اليوم تقريراً طبيّاً مفصّلاً عن الجروح التي أصيب بها موكّله، كما علمت أنه بصدد التقدم بشكوى أمام النيابة العامة على الرتيب المشتبه فيه بالاعتداء على ابراهيم.