عفيف ديابشيّعت بلدة مجدل عنجر، أمس، عامر محمد العجمي، الذي توفي ليل أول من أمس متأثراً بحروقه التي أُصيب بها إثر الحريق الذي اندلع في محل للخردوات في المنطقة الصناعية بزحلة، ليل 9 حزيران الماضي، وأدى يومذاك إلى مصرع الشاب زياد حسين، حيث راجت يومها معلومات إعلامية، مستندة إلى بعض الجهات الأمنية، تُفيد أن أسباب الحريق، وما نجم عنه من سماع دوي انفجار، تعود إلى محاولة حسين ورفيقيه عامر والموقوف حالياً خالد حمزة إعداد متفجرة كانت ستستهدف البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير، خلال زيارته لمدينة زحلة.
تشييع العجمي، الذب رافقته موجة من الغضب في بلدة مجدل عنجر، بقي ضمن أطره الطبيعية، حيث لم تسجل أيّ ردود فعل عنفية تذكر، ولا سيّما أنّ البلدة كانت قد تعرضت لموجة كبيرة من الكلام الإعلامي والسياسي، الذي أسهم في تأجيج مشاعر الغضب على وسائل إعلام وسياسيّين كانوا قد رسموا عدة سيناريوات عن عمل تخريبي يقف وراءه شباب من المجدل، كان سيستهدف البطريرك الماروني، وقد أدى إصدار الجيش بياناً يوضح فيه نتائج التحقيق بعد طول انتظار (10 أيام) إلى تسجيل ارتياح عامّ في البلدة، التي تدرس بعض فعّالياتها جدوى رفع دعوى قضائية على وسائل إعلام لكشف مصادرها الأمنية، وأسباب تسريب معلومات مغلوطة عن تحقيق غير دقيق، كادت أن تُحدث قلاقل في البلدة والمنطقة. وقال متابعون في مجدل عنجر إنّ هناك دراسة قانونية لم يزل البحث جارياً مع مجموعة من الحقوقيين بشأنها «لتقديم دعاوى قضائية على بعض وسائل الإعلام المحلية والعربية، التي نشرت معلومات غير دقيقة عن حريق زحلة، واتهمت بلدتنا بأنها تضم مجموعات إرهابية». وطالب إمام مجدل عنجر الشيخ، محمد عبد الرحمن، خلال كلمته في تشييع العجمي وسائل الإعلام بأن توضح مصدر معلوماتها، و«ألّا تبقى تنشر أخباراً ومعلومات مغلوطة، أو من مصادر غير موثوق بها». ونوّه عبد الرحمن ببيان قيادة الجيش، و«إن جاء متأخّراً»، «الذي وضع النقاط على الحروف، وتبيّن أن لا أعمال عدوانية عند شباب بلدتنا ضد أيّ جهة سياسية أو غير سياسية». مرحّباً ببيان النائب عقاب صقر، الذي انتقد فيه أول من أمس وسائل إعلامية. وكان صقر قد هاجم في مؤتمر صحافي في مجلس النواب الأجهزة الأمنية اللبنانية، متّهماً إياها بممارسة «ذهنية ميليشيوية في التعاطي مع قضايا حساسة وعامّة».