طرابلس ــ عبد الكافي الصمد اختارت النائبة بهية الحريري طرابلس لتطلق منها أمس برنامج «مهرجان الليالي الرمضانية وعرس المدينة»، الذي سيقام بالتوازي أيضاً في بيروت وصيدا والميناء، وتنظّمه مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة خلال شهر رمضان، لكن عدم الإعداد المسبّق أدّى إلى حصول إرباك.
وإذ اكتفت الحريري بتبرير ذلك الاختيار بأنه «مسعى كي نتقرّب من الناس في كل المناطق بعيداً عن السياسة»، فإنها كرّرت ما أطلقته سابقاً من توجّه «لإحياء الليالي الرمضانية هذا العام في هذه المدن الأربع، التي يجتمع فيها 48% من مجموع سكان لبنان»، بعدما اقتصر الأمر العام الماضي على صيدا وحدها.
مفاجأة اللقاء أنه لم يكن لإطلاق البرنامج بل لتدارس الأفكار
ففي لقاء موسّع حضره رئيسا بلديتي طرابلس والميناء، نادر غزال، ومحمد عيسى، غمزت الحريري من قناة السياسة، عندما أشارت إلى أنّ «التوافق الذي تُرجم في الانتخابات البلدية سنستكمله كهيئات مجتمع مدني على الأرض»، وبدت عليها الحماسة للفكرة، عندما أكّدت أنّ «الهدف من إقامة المهرجانات ليس طرابلس والميناء وحدهما، بل جوارهما أيضاً، وإقامة أنشطة مواكبة».
لكنّ المفاجأة تمثّلت في أنّ اللقاء لم يكن لإطلاق البرنامج، بل لتدارس أفكار عن مكان إقامته، وما سيتضمن من نشاطات، على أنّ تبت ذلك لجنة مصغّرة انبثقت عن اللقاء.
المفاجآت تتالت، عندما أعلن ممثل جمعية العزم والسعادة، نسيم ضناوي، أنّ المسرح العائم في معرض رشيد كرامي الدولي حجزته الجمعية (التابعة للرئيس نجيب ميقاتي) كعادتها كل سنة لإقامة نشاطاتها الرمضانية «ليالي طرابلس» بين 10 ـــــ 21 رمضان المقبل، وأنّ فرقاً فنية جرى الارتباط معها لهذه الغاية، الأمر الذي دفع الحريري للدعوة إلى «البحث عن مكان آخر» لإقامة مهرجاناتها الرمضانية، بعدما كان معظم المشاركين قد أكّدوا أنّ المعرض هو المكان الأنسب لاستضافة المهرجانات!
عدم التنسيق المسبّق أثار بعض الارتباك، لدرجة أنّ رئيس بلدية طرابلس نادر غزال اقترح دمج نشاطات المهرجان مع نشاطات جمعية العزم «لإثراء الأجواء الرمضانية»، لكنّ دعوته لم تلقَ تجاوباً كافياً، نظراً إلى تنافس ضمني بين الجهتين ـــــ العزم والمستقبل ـــــ لم يعد خافياً أنّ التجاذبات السياسية تقف وراءه.
رئيس جامعة المنار سامي منقارة عرض المدرّج المكشوف في الجامعة، الذي يتّسع لنحو ألف شخص، لاستضافة بعض الأنشطة، وعرضت عضو بلدية طرابلس سميرة بغدادي مركز الصفدي الثقافي لهذه الغاية أيضاً، واقترح غزال إقامة أنشطة في الأماكن الفقيرة من المدينة، مقابل طلب زاهر عرابي عضو بلدية الميناء إقامة المهرجان في برج السباع الأثري. وفي النهاية جرى الاتفاق على تكوين لجنة مصغّرة، لعلها تفلح في الإعداد قبل وصول الشهر.