قاسم س. قاسمهكذا، اجتمع أبناء قرية كويكات ليتذكروا مراحل التهجير من القرية. عبد المجيد العلي الذي كان يبلغ حينها 12 عاماً، يتذكر القرية بتفاصيلها: بيوتها وبساتينها و«الطرش». كبار السن في القرية تأملوا في صور قريتهم التي عرضت على شاشة أمامهم. تمر صورة مدرسة كويكات، يضحك أبو جمال العلي. يسحب قلماً ليرسم خريطة مدرسته وكيف كانت الطريق المؤدية إليها مسوّرة بالأشجار. عبد المجيد العلي استذكر كيف كان أهله يعتمدون على زراعة القمح والشعير. ثم يتناول حجراً رملياً كان يضعه أمامه بيد ترتجف قائلاً: «هذا الحجر من منزلنا في كويكات»، ثم يضعه ليسحب رفشاً صغيراً «وهذا الرفش كان يستعمله والدي في الزراعة». لكن كيف حصل عبد المجيد على هذه القطع؟ يهمس لك أحد أقربائه «كان يعمل في الأونروا واستطاع أن يحصل على ترخيص للدخول إلى قريته، فوجد منزلهم أنقاضاً، أخذ الحجر وعاد». أبو سمير شحادة، تذكر وصوله إلى لبنان وسكنهم عند «قرايبين مرتي في العباسية، لكن والدي عاد مع والدتي وإخوتي إلى فلسطين خلسة ليحصد القمح، وبقيت أنا وزوجتي هنا». هكذا، استعاد المسنّون ذكرياتهم عن «الأيام الحلوة» والمرّة، كتسليم جيش الإنقاذ العربي «القرية لليهود بعدما أمرونا بتركها»، يقول أبو عبد قاسم. لكن المستمعين، الشباب، لم يكونوا هنا.