جبيل ــ جوانّا عازار للسنة السادسة على التوالي، تنظم الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة في جبيل برنامج المدرسة الصيفيّة للوقاية من النزاعات وحلّها. لكن ثمة جديد هذا العام. فالبرنامج يجمع 22 شاباً وشابة من لبنان وفلسطين، يتدرّبون على حلّ النزاعات وبناء السلام لمدّة عشرة أيّام. أما الهدف من البرنامج، وفقاً لمديرته، ايرما كارينا غصن، فهو «جمع شباب من لبنان والمنطقة ليتعرّف بعضهم إلى بعض وإلى مختلف أوجه بناء السلام». الشباب الذين يتدرّبون ضمن مجموعات، هم طلاب من جامعات مختلفة، أو متخرّجون جدد، وجميعهم ينشطون في المجال الإنساني والاجتماعي، يجمعهم البرنامج مجّاناً لمدة عشرة أيّام، يتشاركون خلاله التجربة.
هكذا، اختار المشتركون نزاعات صغيرة، ضمن مجموعاتهم، وعملوا على تحليلها وفهم مختلف الأطراف فيها وأسباب نشوئها ومختلف مظاهرها، تمهيداً لحلّها، ومنها نزاعات عائليّة (بين أب وابنه)،

رأى مشاركون أن البرنامج يكمل بعض النظريات الأكاديمية

أكاديميّة (بين أستاذ وطالب)، هيكليّة (بين مستشفى ومريض). الشاب ماهر بطيش مثلاً، يشارك في البرنامج لأنه يتماشى مع مجال تخصّصه في الفلسفة من جهة واختصاص التعاون الجامعي من أجل السلام والتطوير من جهة أخرى، مشيراً إلى أنّ البرنامج «يكمل النظريات التي نتعلمها في الجامعة، ويفتح أعيننا لفهم النزاع». بدورها، ميرا ضاهر، التي تدرس علوم الحاسوب، أثنت على المهارات التي تكتسبها من خلال البرنامج. أما المشارك الفلسطيني خالد حسين، الذي درس الهندسة الصناعيّة ويعمل متطوعاً منذ 2004 على حلّ النزاعات، فتحدّث «عن نقل الخبرة التي يكتسبها إلى محيطه»، ووافقه في ذلك مواطنه المشارك الياس محمد.
وتحدث المدرّب في البرنامج زاكاري ميتز عن المشروع النهائي الذي يقدّمه الطلاب، وهو عبارة عن تصميم لمشروع حلّ عن أيّ نزاع يختارونه من محيطهم، فيما أكدت المدرّبة الثانية في المشروع، جاين دوكرتي، أنّ «من الصعب بناء السلام في أيّ مكان من العالم، لكنّ ورشاً وتدريبات مماثلة لمشاركين مماثلين لها الدور الأكبر في فهم النزاعات، تحليلها، وبناء السلام».