رضوان مرتضىأُحيل السفير السابق جوني عبدو على المحكمة الجزائية في باريس لمحاكمته بدعوى اللواء الركن جميل السيد عليه بجرم القدح والذم والتشهير. فهل يحصّل القضاء الفرنسي جزءاً من حق السيّد ولو معنوياً؟
أصدر المدّعي العام الفرنسي مطالعته المتعلّقة بالدعوى المقامة على السفير السابق جوني عبدو بجرم قدح وذم وتشهير بالاستناد إلى شهود زور بحق اللواء الركن جميل السيد. فقد قرر المدعي العام الموافقة على رأي قاضية التحقيق فابيان بوس، الذي طلب إحالة السفير السابق عبدو على المحكمة الجزائية في باريس لمحاكمته في التهم المنسوبة إليه. ذكر محامي اللواء السيّد، أنطوان قرقماز، أن تلك المحكمة ستعمد إلى تحديد موعد للبدء بالمحاكمة خلال الفترة القريبة المقبلة.
اللواء جميل السيّد في حديث لـ«الأخبار» ذكر أن آخر استجواب خضع له جوني عبدو كان في شباط 2010، لافتاً إلى أنّ القاضية أوصت حينها بإحالته على النائب العام. وعن المدّة التي قد يستغرقها بدء المحاكمة وصولاً إلى إصدار الحكم، أشار اللواء السيّد إلى أنها قد لا تتخطّى الأشهر، باعتبار أنّ المدة الزمنية التي استغرقها تحويل ملف الدعوى من قاضي التحقيق إلى المدّعي العام لم تتجاوز الأشهر الستّة. أما في ما يتعلّق بالعقوبة التي قد تطلبها المحكمة، فلفت اللواء السيّد إلى وجود ثلاثة احتمالات: «السجن أو الغرامة أو العقوبتان مجتمعتان».
قد يصدر الحكم قريباً وقد لا يصدر، لكنّ القيمة الأساسية في إحالة المدير السابق للاستخبارات اللبنانية، العقيد جوني عبدو، على المحاكمة، تكمن في ردّ الاعتبار المعنوي الذي تمثّله إلى اللواء الركن جميل السيّد، ففضلاً عن السنوات الأربع التي أُخذت منه دون وجه حق، قاسى السيد ما قاساه من خلال حملات تشهير وافتراء كانت أقساها تحميله مسؤولية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق الشهيد رفيق الحريري.

آخر استجواب خضع له جوني عبدو كان في شباط 2010
يذكر أنّ وكيل اللواء الركن جميل السيّد في فرنسا، المحامي أنطوان قرقماز، كان قد ذكر بأنّ قاضية التحقيق في محكمة الدرجة الأولى في باريس، السيّدة فابيان بوس، استجوبت بتاريخ 17/11/2009، السفير السابق جوني عبدو بصفة مدّعى عليه في الدعوى الجزائية المقدمة عليه من جانب اللواء السيّد بجرم القدح والذم والتشهير بناءً على معلومات كاذبة وافتراءات شهود زور. وأشار قرقماز إلى أنّ القاضية الفرنسية وضعته رهن التحقيق بعد استجوابه، وأحالت ملف التحقيق على المدعي العام لباريس للمطالعة وإبداء الرأي والادعاء عليه بناءً على طلبها.
كان اللواء جميل السيد قد ذهب إلى باريس لتأكيد ادعائه على جوني عبدو وديتليف ميليس، في زيارة استمرّت أربعة أيام، اختتمها بزيارة قصر العدل. وقد أشار السيد في حينه إلى أنّه ادعى في باريس لأنه يثق بالقضاء الفرنسي، حيث لا مصلحة له إلّا في العدالة والحقيقة. وشرح السيّد حينها سبب لجوئه إلى فرنسا، فقد كان بإمكانه الادعاء في لبنان، باعتبار أنّ لدى القضاء اللبناني قضاة جيدين، لكنه يرى أن هناك قاضيَين سوّدا سمعة القضاء، وإن لم يحاسَبا فسيلقي هذا السواد بظلاله على كل القضاء اللبناني، لذلك يرى أنّ على سعيد ميرزا وصقر صقر أن يتنحّيا ليعيدا إلى القضاء اللبناني كرامته وسمعته