في دورته التاسعة، إستقطب مخيم شباب لبنان المقيم والمغترب في بلدة كفرحونة، شباباً من مختلف المناطق والطوائف اللبنانية وآخرين مغتربين
كفرحونة ــ حسن زين الدين
مع أنغام فيروز، وبين أشجار صنوبر تعانق السماء في بلدة كفرحونة الجنوبية، تنهمك زينة أبو الحسن في التحضيرات اللوجستية لبدء الاحتفال، «فاليوم افتتاح المخيم» تقول الفتاة العشرينية الآتية من ولاية ميشيغان بلغة عربية ركيكة، والتي كانت عريفة الحفل الذي أقيم الأسبوع الماضي بمناسبة افتتاح الدورة التاسعة من مخيّم نادي شباب لبنان المقيم والمغترب. «الشغل على قدم وساق» يقول رئيس النادي، إبراهيم عجروش. الشباب كخلية نحل، راشيل عجروش تستقبل الضيوف بابتسامة، ريا شقيقة زينة تتكفل «بالميكرو»، علي نعمة يعد العدة لإلقاء خطابه «التاريخي»، كما يقول ممازحاً. الجو فرح، وكفرحونة تبتسم لضيوفها. صباح اليوم التالي للاحتفال، بدأ الشباب فوراً بالعمل. استيقظوا مع خيوط الفجر الأولى، و«بدنا نستفيد من كل ثانية بالمخيم» يقول إبراهيم. جدول أعمال اليوم: حملة نظافة في شوارع كفرحونة ومدرستها الرسمية، ومن ثم ورشة عمل تنقسم إلى أربع حلقات لمناقشة طروحات حول تنمية المناطق اللبنانية. تعجب هذه الفكرة زينة، بنت بلدة «بتخنيه» الجبلية، والمغتربة التي تقارن دوماً الولايات المتحدة حيث تعيش وموطنها الأصلي حيث تلاحظ «قلة الاهتمام بالبيئة». لذا، سيكون اهتمامها في المخيم منصباً على هذه الناحية التي كان المشتركون في الدورة السابقة من المخيم قد اعتنوا بها حين نظّفوا شاطئ صور، «ولقينا باب سيارة» كما تقول مذهولة! فهذه هي ثاني مشاركة لها في المخيم السنوي.
تبدو «بنت الضيعة» جويل سمعان (14 سنة) راضية عن مشاركتها الأولى في المخيم. فقد وجدت فيه «تجربة غنية وفرصة للتعرف إلى شباب من طوائف مختلفة وآخرين مغتربين ذوي ثقافة مختلفة». يشاركها الرأي ميخائيل الخوري (21 سنة)، الآتي من حلبا العكارية والذي تعرّف إلى المخيم من خلال ابن عمه الذي شارك في دورة سابقة منه، فهو مساحة تعزّز «روح المشاركة والتفاعل بين الشباب اللبناني المقيم والمغترب».

ساهم المخيم في تعزيز التواصل بين المقيمين والمغتربين

أما علي نعمة، فهو متمرس في شؤون المخيم وشجونه، إذ شارك فيه من أول دورة «وبعرف كل صغيرة وكبيرة فيه» يقول، مضيفاً: «كنت من الأعضاء المشاركين ومن ثم ترقيت وأصبحت من المشرفين». يتطرق علي إلى مسألة مهمة عالجها المخيم وهي «أول ما خلصت الحرب ورجعوا أهل الضيعة المغتربين، وهن نحو ألفي مغترب، ما كنا نعرف نتفاهم ونتواصل معهن، لكن، مع المخيم، انكسر الجليد بيننا وأصبحت علاقتنا بهم أحسن بكثير». هل هي مشكلة لغة؟ عن هذا السؤال يجيب: « لا لا أبداً، بل هي مشكلة ثقافة وطريقة عيش مختلفين». علي عجروش، الآتي من ميشيغان، يؤكد إفادة زميله، لافتاً إلى أنه «حتى في ميشيغان، قلّما نجتمع نحن الشباب اللبناني للنقاش في قضايا ومشاكل تهم الوطن».
لا يتوقف نشاط نادي شباب لبنان المقيم والمغترب عند المخيم السنوي الذي يقيمه بل إن لديه فرقاً رياضية، لا سيما فريق كرة القدم، تشارك في دورات في منطقة إقليم التفاح طوال العام.