ليس لائقاً أن يُشيّد مسجد بالقرب من مكان الحادث ـــــ الكارثة. بتحيّز واضح ضد حرية مالك العقار في استغلال أرضه بما لا يتعارض وقانون الولاية، سيعترض الأميركيون. أنا أتمنى ذلك. وأنتم، يجب أن تخجلوا من «الاعتراض على اعتراضهم»!مركز قرطبة، مركز إسلامي يُخطط لإنشائه بالقرب من الموقع السابق لبرجي التجارة العالمي، يرتفع المخطط الهندسي للمركز إلى 13 طابقاً، كمركز اجتماعي ومكتبة ومسجد ومطعم، وسيتطلب المشروع مئة مليون دولار أميركي، الأمر الذي قد يكون العقبة الأساسية أمام إنشاء CORDOBA HOUSE إذا لم يُصنَّف الـ45ــــ47 Park Place في العشرين من الشهر الحالي مكاناً تاريخياً (عمره يناهز المئة وخمسين عاماً) فيمنع هدمه لاستغلال المساحة عقارياً، الأمر الذي تعمل عليه هيئات المجتمع المدني ومؤسسات أخرى تبث إعلانات تلفزيونية وتقيم ندوات في مانهاتن لحشد التأييد لدعم الحملة الرافضة لوجود المسجد في هذا الموقع بالذات. الحملة أذكى مما تنشره قصاصات الصحف العربية عنها، الأمر لا يستهدف حرية الممارسة والمعتقد، ولا يستهدف الإسلام كدين... ولا الجالية المسلمة في نيويورك، المشكلة تدور حول نقطة قانونيّة بحتة، تقول إن في المنطقة معلماً أثرياً وتاريخياً، لكن العلّة الأساس في مكان آخر تماماً، ليس على هذا المسجد أن يكون في هذا المكان دفاعاً عن مشاعر كل مواطن أميركي لم يخرج يوماً في تظاهرة يطلب الموت لدول العالم الأخرى لمجرد وجودها إلى شرقه على الخارطة. كرامةً لذكرى أربعة آلاف كانوا أحياءً، رأوا الموت بأعينهم أولاً ثم ماتوا، حملوا حقائب عملهم وارتدوا حللهم الرسمية وتوجّهوا في اليوم المشؤوم للبرجين، ثم اصطدمت بهم طائرتان.


من مدوّنة «كارولينا الشرقية»: http://caroollina.wordpress.com/2010/07/19/no-mosques-at-ground-zero/