البقاع ــ رامح حمية لم يكن الحظ حليف المواطنين الذين صودف وجودهم، أول من أمس، في منطقة الشراونة ـــــ بعلبك. أحد هؤلاء، الشاب ربيع مظلوم الذي جاء إلى المنطقة بغية الإشراف على حدادة سيارته في محل مصطفى زعيتر، قبل أن يصاب كلّ منهما برصاصة «طائشة»، من تبادل إطلاق نار بين علي ز. ومحمد ز.
ما حصل، بحسب مصدر أمني، أنه قرابة الساعة الواحدة ظهراً، وبالقرب من مستشفى الريان، حصلت مشكلة بين الشخصين المذكورين، عندما تبادلا إطلاق النار من أسلحة حربية رشاشة وسط الشارع، كل واحد من داخل سيارته، وذلك لمدة نصف ساعة تقريباً، في ظل غياب للقوى الأمنية، علماً بأن مركز الجيش لا يبعد عن موقع الحادث أكثر من كيلومترين.
تبادل إطلاق النار نتج منه إصابة كل من ربيع مظلوم وصاحب محل الحدادة مصطفى زعيتر، وقد نقلا إلى أحد مستشفيات المنطقة لتلقّي العلاج. أحد الأطباء الذين عاينوا المصابين ذكر في اتصال مع «الأخبار» أن الجريح مظلوم أصيب بطلق ناري في كتفه اليمنى، خضع على أثرها لعملية جراحية، أما الآخر فأصيب في أعلى فخذه اليسرى من جهة الخلف، وقد خضع أيضاً لعملية جراحية، لافتاً إلى أن الجريحين نُقلا يوم أمس إلى مستشفى آخر لمتابعة العلاج.
من جهة ثانية، أوضح مسؤول أمني في حديث إلى «الأخبار» أن الخلاف بين الطرفين مردّه إلى «خلافات نسائية» بينهما، وأن المدعو علي ز. «كان يقصد محمد ز.» مرجّحاً فرضية أنه التقى به بالقرب من المستشفى، فأطلق النار عليه، ليتطور الأمر بعد ذلك إلى اشتباك بينهما وسط حي الشراونة. وذكر المسؤول الأمني أن دورية من الجيش وصلت إلى موقع الحادث بعد أن كان الطرفان قد فرا إلى جهة مجهولة. وظن البعض أن المسألة انتهت عند هذا الحد، رغم إصابة شخصين لا علاقة لهما بأصل المشكلة. فعند الساعة الثالثة والنصف من بعد الظهر، عاود الطرفان تبادل إطلاق النار، لكن هذه المرة من منزليهما اللذين يبعد أحدهما عن الآخر كيلومتراً، حيث يقطن علي ز. مقابل مفرق مستشفى ابن سينا في بعلبك، فيما يقيم محمد ز. قرب محطة الأسدي القديمة. بدا المشهد كأنه مقتطع من أحد أفلام العنف «الهوليودية».
رغم كل هذا الكمّ من الرصاص، لم تشر التقارير الأمنية إلى وقوع إصابات بين الطرفين المشتبكين، فقط أصيب شخصان لا علاقة لهما بالأمر. أخيراً، انتهت المشكلة بعدما دهمت قوة من الجيش منزليهما، لكن من دون أن يُلقى القبض عليهما. لقد فرّا مرة جديدة إلى جهة مجهولة.