محمد نزال بات خبر أنّ فلان قُتل في مكان ما من لبنان أمراً عادياً، ومسألة لا تستوجب استنفاراً أمنياً، وأحياناً لا تستدعي استهجاناً شعبياً، ربما لكثرة ما يحصل أن يشهر شخص «سلاحه» الحربي بوجه شخص آخر ويرديه قتيلاً، حتى لو كانت الأسباب في غاية التفاهة.
هكذا كان الجو أمس أمام جامع العرب في منطقة برج البراجنة، حيث قُتل المواطن عباس المستراح «عن طريق الخطأ»، بعدما نزل إلى الشارع ليفض اشتباكات مسلحة بين عدد من شبّان المنطقة، فكان نصيبه 3 طلقات نارية استقرت في صدره، كانت كفيلة بأن تجعله يفارق الحياة بعد 3 ساعات على نقله إلى المستشفى للعلاج.
«مات أبو الفضل» ... عبارة كان يهمس بها سكّان المنطقة أمس، كباراً وصغاراً، أبو الفضل هو الاسم الحركي لعباس المستراح، مسؤول حركة أمل في المنطقة.
بدأت الحكاية عندما علم أحد الشبّان في المنطقة، ليل أول من أمس، أن شاباً «يتواصل مع شقيقته». لم يعجبه الأمر، فأخذ معه عدداً من أصدقائه إلى الزاروب الذي يسكنه «العاشق». حصل تضارب بالأيدي على نحو واسع، قبل أن تهدأ الأمور ويعود كل فريق إلى زاروبه، إلّا أن النار كانت لا تزال تحت الرماد، احتشد الفريقان من جديد وهم يحملون أسلحة رشاشة ويرتدون الجعب، فيما فضّل عدد آخر حمل المسدسات، ومنها مسدس «بكر طويل» كان في يد أحد «الموتورين»، على حد وصف أحد الشهود العيان الذين شاهدوا ما حصل.
استمرت الاشتباكات بين كرّ وفرّ إلى أن وصلت قوة من الجيش اللبناني إلى «ساحة الحرب». استطاع الجيش توقيف عدد من الذين أطلقوا النار ورموا قنابل يدوية، فيما ظل أحد الأشخاص المطلوبين متوارياً عن الأنظار، وقد علمت «الأخبار» من أحد المسؤولين الحزبيين في المنطقة أنه توجه إلى البقاع هرباً من التوقيف.

بدأت المشكلة عندما علم شاب أنّ شقيقته تتواصل مع أحد الشبّان
تحدثت «الأخبار» مع المسؤول التنظيمي لحركة أمل في المنطقة، وسألته عمّا حصل، وعمّا إذا كان ثمة تداعيات تلوح في الأفق، فأكّد المسؤول أن المستراح لم يصب إلّا بطلق ناري واحد، وأن ثمة «تضخيماً» للحادثة من جانب البعض، لافتاً إلى أن المستراح نزل إلى الشارع لمعالجة المشكلة بين الشبّان، فحصل ما حصل، ويبدو أنه أصيب «عن طريق الخطأ». وأضاف المسؤول الحركي، استطعنا توقيف 3 شبّان من الذين أطلقوا النار، وسلمناهم إلى القوى الأمنية المختصة، وبات الموضوع في يد القضاء، أمّا الشخص الرابع، فهو محمد ع. الذي ظل متوارياً عن الأنظار، وهو «شخص مطلوب للعدالة، وصادرة بحقه عدّة مذكرات توقيف».
لفت المسؤول إلى أن «السلاح» مشكلة موجودة في كل لبنان، لكن الخوف يأتي من أولئك الذين يحملون سلاحاً وهم في الوقت نفسه يتعاطون المخدرات ويمتهنون السرقة والجرائم، أما السلاح الحزبي «فهو مضبوط، ودليل ذلك عدم حصول ردّ فعل من جانب شباب الحركة، الذين التزموا بتعلميات القيادة». رفض المسؤول تحميل مسؤولية هذه الحوادث التي تحصل للأحزاب الموجودة في المنطقة، بل «على القوى الأمنية أن تواجه هؤلاء، وخاصةً أن لا غطاء لهم من أي جهة على الإطلاق، لكن ما نلاحظه أحياناً أنّ القوى الأمنية نفسها تخاف من مواجهة هؤلاء، علماً أن لدى بعضهم شبه مربعات أمنية خاصة بهم، ويفرضون على الناس بعض الأمور بالقوة».