علي كريّمعلى صهوة الحزن المتجذر في شرايين القلب، يرقص رمشٌ باهرُ الدهشة، يرمي بي إلى أقبيةِ التيه وسراديب الغفلة. لمحات وصور وأفكار مستعرة تأتيني حلماً وتطرحني سراباً في أقاصي الصحاري المتجمدة. هناك، يرقد ذلك المتلوّع مع وحدته المتأججه متوسلاً: «يا مواكب الشمس الهاربة، هلميّ إليَّ قنديلاً لا ينضب، ربانيّاً لا يغفل عناقيد تُغري بأثيرها نسائمَ العشق أو ضحكات متلهفة لتنشّق رحيق الغيم». هناك، في آفاق الدمع الشاسع، سأواري جثة مستسلم حائر، ليعيد عليَّ النور نصوصاً فردوسية من الصبر. عاينت أصوات العالقين في قضبان الدم الأحمر وهي تتصاعد، نيراناً تراهن على احتراقِ لرجاءٍ مُطلق، ليعود الأمل ويرعى بحراً لا يهدأ، يهدهد له ليغفو على كفوفٍ ما كلّت ودموع أغرقت لهيب المتشتت الأرعن. أحنّ إلى لهفةٍ أسطوريةٍ تعبق في الصدر أنفاساً سابحةً في أودية العزم وسيول الخمر الغارقة في حبٍّ أوحد. لم يعد الوجع الراقد على أهداب الأمنيات يرقب حزنه. أنطلقُ على أجنحة فراشةٍ مزركشة ترنو إلى أقحوان يسافر برائحته عبر خفقات قلب الساهر في ليالي الفرح وأسحار الأماني الجمرية.