النبطية ــ كامل جابرصور ــ آمال خليل
استغرب وزير التربية حسن منيمنة كيف قامت الدنيا ولم تقعد حين اتخذ خطوة دمج المدارس الرسمية في عدد من القرى، ولم يسأل أحد، كما قال: «أين يذهب الطلاب، ولماذا لا يتجاوز عددهم في المدارس الرسمية في هذه القرى ثلاثين طالباً؟». وبدا لافتاً ما قاله منيمنة لجهة استغلال مباني بعض المدارس الرسمية الملائمة لمصلحة الروضات، وخصوصاً أننا «عممنا أن تصبح هذه المرحلة ثلاث سنوات مثل أي بلد في العالم». على أي حال، هذا الكلام لوزير التربية، خلال افتتاح المبنى الجديد لثانوية ميفدون الرسمية في محافظة النبطية، يتقاطع مع مطلب الكثير من التربويين.
في حفل افتتاح المبنى، انتقد رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان سياسة دمج المدارس الرسمية، فقال: «لا يمكن أن نقفل مدرسة فيها آلاف الطلاب ونفتح أخرى لمئات».
لكن منيمنة دافع عن إجراء دمج المدارس الرسمية بالقول: «لا يمكن أن نستمر بالمطالبة بمدرسة رسمية في كل مكان، وقد فوتنا في السبعينيات فرصة مشروع تجميع المدارس الرسمية، ولا يمكن أن نستمر ببناء مدارس لكل قرية إلا إذا كان عدد الطلاب كافياً». وقال: «خلال الأشهر الماضية، قدمت وزارة التربية للبلديات ما يزيد على 10 أذونات لاستعمال أبنية مدارس حديثة غير مستعملة».
منيمنة تفقد المهنية الفنية العالية في النبطية، قبل أن يعقد لقاءً تشاورياً مع مديري الثانويات والمدارس الرسمية في محافظة النبطية. وإذ أكد أحقية المعلمين بالدرجات الأربع، رأى أنّ هذا الحق مشروط بالإنتاجية، وواجب الأستاذ أن يسهم في جعل المدرسة الرسمية مدرسة جميع اللبنانيين من فقراء وأغنياء.
ثم انتقل منيمنة إلى صور، حيث اختار مقر شعبتي العلوم والسياحة في الجامعة اللبنانية مكاناً لعقد لقائه التشاوري مع مديري المدارس والثانويات الرسمية. وإذ انتزعت صور حصتها من تشعيب الجامعة الوطنية بسعي من المكتب التربوي في حركة أمل، لا تحظى المدارس بإقبال طلابي وجودة تعليم عالية. هذا المطلب استلزم لقاء منيمنة مع المديرين لتبادل وجهات النظر بشأن العوائق. وقد وعد منيمنة «بإعادة النظر في المناهج التربوية وتدريس المواد الإجرائية وتعديل النظام الداخلي للمدارس بما يشمل توسيع صلاحيات المديرين ومنحهم هامشاً من الاستقلالية في اتخاذ القرارات بدلاً من مراجعة المنطقة التربوية في كل شاردة وواردة». المديرون طالبوا باعتماد سياسة الثواب والعقاب لما تمنحه من روح تحفيزية للمدارس التي تحقق نتائج باهرة وتتميز لناحية إدارتها واستقطابها للطلاب في العدد والمستوى. ومن الشكاوى التي أجمع عليها تعجيل إقرار الروزنامة المدرسية تحسباً لحال الإرباك التي تعانيه المدارس.
وبالنسبة إلى المواد الإجرائية، دافع منيمنة عن قرار فرض إعادة تدريسها؛ لأننا «خلقنا التحفيز للطلاب لكي يتخصصوا بالرياضة والفنون على أنواعها بعد خلق فرص العمل».


قرارات الإلحاق بـ«الأساسي»

توقف وزير التربية حسن منيمنة في جولته الجنوبية عند مصير المدرسين المتعاقدين الناجحين في مباراة مجلس الخدمة المدنية، مشيراً إلى أنّه وقّع الجمعة الماضي قرار إلحاق مدرسي مرحلة الروضات بالمدارس، فيما ينتظر أن يوقّع صباح اليوم قرار إلحاق معلمي الحلقتين الأولى (الأول والثاني والثالث الأساسي) والثانية (الرابع والخامس والسادس الأساسي). أما بالنسبة إلى الحلقة الثالثة (السابع والثامن والتاسع الأساسي) فإن مسوغات القرار والإلحاق لم تنجز بعد، على حد تعبير منيمنة.