وجوه الطلاب وأهاليهم تنضح بالتعب والتوتر. في إحدى الزوايا، تقف والدة إلى جانب ابنتها، تمسح دموعها عن وجنتيها برفق، وتشدّ على يديها قائلة «ما تخافي ماما انشالله مقبولة، شدّي همتك». وفي منتصف باحة الكليّة، يقف طالب محاولاً إقناع زملائه بألا يتوتّروا «صحيح المستوى كتير عالي، بس إذا دارسين ما بينخاف عليكن». أطباء المستقبل، في لحظات مباراة الدخول، يحتاجون لمن يعالج توترهم من رهبة الامتحان. هكذا، تطلب إحدى المتقدمات من أمّها أن توصلها إلى القاعة.
أمّا والد أحد الطلاب، فيقف منتظراً انتهاء اليوم الأول من الإمتحان، ولا يكف عن الدعاء لابنه بالتوفيق «ألله يرضى عليه ما وقّف درس كلّ الصيف».
«جايي رفع عتب. أعرف أنني لن أنجح» يقول أحد الطلاب، مشيراً إلى صعوبة الامتحانات خلال اليوم الأول، و«الوسائط التي قد تلعب دوراً». يخالفه طالب السنة الثالثة طب، حسن إسماعيل، الرأي. يؤكد أنّه وكثيرين من زملائه «تفاجأنا بحجم النزاهة في التصحيح. ما سمعناه عن محسوبيات في النجاح هو أمر عار من الصحة تماماً».
تدّق ساعة الامتحان عند الثالثة عصراً، يتوافد الطلاب منذ
تبدو بعض الإجراءات المتخذة لافتة من حيث التنظيم
يحضرون صباحاً إلى الكلية. يحددون الأسئلة في اليوم ذاته، وتُطبَع الأوراق قبل موعد الامتحانات بقليل، ما يشير إلى استحالة تسريب الأسئلة. ما يزيد جرعة تفاؤل بعض الطلاب هذه المرة، هو زيادة عدد المقبولين في الطب وطب الأسنان، من 80 إلى 100 ناجح. لكن البعض يبدي انزعاجه مما يسمّيه تمييزاً. فبحسب أحد المتقدمين «لماذا يكفي أن يحصل ابن الأستاذ في الكلية على معدّل 12 لقبوله، بينما نحن مجبرون على المعدلات العالية جداً حتى يتم اختيارنا من بين المئة الأوائل المقبولين؟». يبرّر بعض الطلاب القدامى قوانين الجامعة على اعتبار أن أبناء أساتذة الكلية، إن شارك أحدهم في المباراة، لن يأخذوا شيئاً من طريق المقبولين المئة، لأنهم على لائحة منفصلة.