لا يتلقّى جميع عناصر شرطة السير في بيروت الأوامر التنظيميّة من جهات في قوى الأمن الداخلي، فهؤلاء هم شرطة بيروت. فما هي صلاحياتهم، ومن هي الجهة المسؤولة عن هذه الشرطة؟
زينب زعيتر
يقفون بزيّ رسمي، عند مفترقات الطرقات أحياناً، هم عناصر تابعون لقوى الأمن الداخلي، لكنهم لا يتلقون أوامر عملهم من القيادة أو من الأجهزة العليا في قوى الأمن الداخلي، بل يأخذون التعليمات وتكليف العمل من محافظ بيروت. لا يُسمّى هؤلاء العناصر شرطة البلدية، بل هم جهاز شرطة بيروت. شرطة بيروت تابعة إذاً لقوى الأمن الداخلي، وفُصلت هذه المجموعة للعمل لمصلحة البلدية، والمسؤول الأول عن إعطاء أوامر وتكاليف العمل هو محافظ البلدية. أمّا مهماتهم فلا تختلف عن مهمات عناصر شرطة السير التابعين لقوى الأمن الداخلي عملاً ومتابعةً. فشرطي البلدية هو المسؤول عن تأمين السير في كل الشوارع والساحات العامة، وتسهيل التجوّل على الطرقات وتأمين دوريات متواصلة للكشف على كل المخالفات وللمحافظة على السلامة والأمان.
يتلقّى عناصر شرطة بيروت التدريب في معهد قوى الأمن الداخلي، ثم يحوّلون إلى بلدية بيروت وذلك تحت قيادة شرطة بيروت، ولا تقوم حينها قوى الأمن الداخلي بإشراف مباشر على هذه المجموعات. يؤكّد المستشار الفنّي لشؤون السير في بلدية بيروت ميشال عسّاف «أنّ عناصر شرطة بيروت تابعون لقوى الأمن الداخلي، ويأخذون تعليماتهم من المحافظ، وهم مفصولون من قوى الأمن الداخلي بأمر من المحافظ»، ويقول المحافظ ناصيف قالوش إنّ عناصر شرطة بيروت هم من مسؤولية هذه القيادة، مضيفاً «أنا أعطي التعليمات والتكاليف الميدانيّة لعناصر الشرطة، كطلب مؤزارة أو غيرها، لكن قيادة شرطة بيروت تتولى الإشراف والمتابعة في ما يختص بعمل عناصر شرطة بيروت».
لكن، هل كل العناصر العسكريين الموجودين على الطرقات تابعون لشرطة بيروت؟ يقول عسّاف «كل رجل عسكري موجود إدارياً ضمن نطاق بيروت الإدارية، يكون تابعاً لشرطة بيروت». وعند ارتكاب

المسؤول الأول عن إعطاء أوامر وتكليف العمل لهذا الجهاز هو محافظ بيروت

أيّ عنصر من هؤلاء المخالفة يُعاقب حُكماً بحسب قوانين المخالفات التي يُعاقب على أساسها أيّ عسكري في قوى الأمن الداخلي. إذاً، يتلقى عناصر شرطة بيروت بعض التعليمات الميدانية من محافظ البلدية، وقيادة شرطة بيروت تشرف على عملهم، وقوى الأمن الداخلي تتولى تدريب العناصر، والمسؤول الأخير عن كل هذه الجهات هو وزارة الداخلية والبلديات. وتبقى حال هؤلاء العناصر متشعبة بين الأطراف، ينتظرون أوامر البلدية وقيادة الشرطة وقوى الأمن، فيما كل جهة تلقي المسؤولية على الطرف الآخر. فأين موقع عناصر شرطة بيروت؟
ونظراً الى عدد حوادث السير المرتفع في المناطق اللبنانية، تطالب الجمعيات المعنية بشؤون السير والسلامة على الطرقات، وتحديداً تجمّع «اليازا»، بزيادة عديد قوى الأمن الخاصة بشؤون السير على الطرقات، وبالتالي زيادة عديد شرطة بيروت، وأن يُصار إلى تدريب العناصر تدريباً كافياً وتعريفهم على قوانين السير. ومن هنا ضرورة العودة إلى الحديث عن قانون السير الجديد وتعزيز القدرة يعني إنشاء وحدة متخصصة بالمرور، وذلك بحسب «اليازا».
من الممكن أن يكون عناصر من شرطة بيروت على الأرض، وكذلك عناصر درك من قوى الأمن الداخلي وذلك لتنظيم السير وقمع المخالفات، أو عند الزحمة الخانقة، أو في حال وقوع حادث سير مروّع، وكذلك الأمر خلال الحوادث الأمنيّة. في هذه الحال، من هو المسؤول الأول عن حفظ سلامة المواطنين على الطرقات؟ يرى ضابط مسؤول في شؤون السير في قوى الأمن الداخلي «من المفروض التنسيق بين الجهتين، ويجب أن يُصار إلى عمل لجنة مشتركة من الشرطة ومن قوى الأمن لتحديد المهمات الخاصة بكل ضابط أو عنصر لكي يعرف كل شخص مسؤوليته وموقعه».