شربل كفوري رئيساً للهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية. تزكية الرجل التي جاءت بعد مخاض عسير من التعطيل السياسي والطائفي لم تسلم من مقاطعة نقابية ستنعكس، لا شك، على عمل الرابطة في المرحلة المقبلة. لا أحد يستطيع أن يتكهن ما يمكن أن تخبئه هذه المرحلة، لكن الثابت أنّ الجامعة الوطنية في مأزق حقيقي
فاتن الحاج
هل تصمد الهيئة التنفيذية المنتخبة لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية طويلاً، أم أنّ الشرخ وقع فعلاً في صفوف الأساتذة، ما قد يعزز خيار اللجوء إلى الاستقالات، تمهيداً لطرح الثقة بالهيئة ونسف انتخاباتها؟
لم يتبلغ رئيس مجلس المندوبين د. وسيم حجازي حتى الساعة باستقالة أي من أعضاء الهيئة، لكن مشهد جلسة انتخاب الرئيس ومكتب الهيئة التنفيذية، أمس، لم يكن يبعث على الاطمئنان. فقد بدت لافتةً مقاطعة أساتذة نقابيين للجلسة، وهم أعضاء في الائتلاف نفسه الذي أتى بالتركيبة التوافقية للهيئة. والغائبون هم الدكاترة: عصام خليفة، بسام الهاشم، علي الديلاتي، علي الحسيني وعبد الله زيعور.
أما د. شربل كفوري، رئيس الهيئة المنتخب بالتزكية، فبدا مرتاحاً لأجواء «جلسة ديموقراطية شارك فيها أساتذة من كل الانتماءات». وأكد أنّ الانتخابات أصبحت وراءنا، والرابطة ستبدأ سريعاً بمواجهة استحقاقات لم تعد تحتمل التأجيل، في مقدمها معالجة ثُغَر مشروع قانون احتساب المعاش التقاعدي في اللجان النيابية، ولا سيما بالنسبة إلى حقوق المتقاعدين. ورفض كفوري التعليق على خبرية جرى تداولها أخيراً، هي أنّه أتى بتوافق بين وزير التربية ورئيس الجامعة، مكتفياً بالقول إنّه يعتمد على تاريخه النقابي، ولا سيما أنّه في الرابطة منذ 1992، واختير عضواً في هيئتها التنفيذية 4 مرات. ماذا عن الشرخ الذي قد يحدث بعد مقاطعة البعض لانتخابه؟ استبعد كفوري ذلك، مشيراً إلى أنّه رئيس منتخب من الأساتذة. وقال لـ«الأخبار» إنّه سيضع زهرة على ضريح ريمون إدة «الذي علمني أن أكون علمانياً صادقاً في علاقاتي مع الناس».
يوافق الأعضاء المشاركون في الانتخاب، ولا سيما الدكتوران حسن زين الدين (حركة أمل) ونزيه خياط (تيار مستقبل) على «رمي الانتخابات وراءنا، وما حصل يندرج ضمن التكتيك الديموقراطي، لذا فالمطلوب التحول إلى فريق عمل متماسك يضغط على القوى السياسية لتحقيق مطالب الجامعة». أما د. أنطونيو خوري (كتائب) فقال: «لا مبرر للمقاطعة التي تصبّ في خانة الأسباب الشخصية، وعلينا في الرابطة العمل على عنوانين: ردم الهوة مع القطاعات التعليمية الأخرى، وإقرار قانون جديد للجامعة».
لكن ثمة من يقارب جلسة أمس بصورة مختلفة، فيعلّق د. شفيق شعيب باسم الأساتذة المستقلين والديموقراطيين: «ما حصل اليوم هو أول إدانة للائتلاف الهش، غير المبدئي والقائم على المحاصصة لا قضايا الجامعة». وأعلن أننا «سنعمل بالتنسيق مع أساتذة معترضين وآخرين يشاطروننا موقفنا على تعزيز إسقاط الهيئة التنفيذية وإجراء انتخابات جديدة». ولفت إلى أننا «سنطرح الثقة بهذه الهيئة في الاجتماع الأول لمجلس المندوبين».
أما د. عبد الله زيعور، رئيس هيئة التعليم العالي في حزب الله وعضو الهيئة التنفيذية المنتخبة، فحضر إلى مقر الرابطة من دون أن يشارك في جلسة الانتخاب. وتحدث عن غياب اعتبارات التوازن الوطني من جهة والبرنامج المطلبي من جهة ثانية. وقال إننا «وجدنا أن الانتخابات ستكون بعيدة عن روح التوافق، لذا طلبنا تأجيلها لبضعة أيام لتكون الرابطة أكثر تمثيلاً وديموقراطية». وأكد أننا «لن نكون شركاء في تحمل تبعات الفشل بعدما حذرنا من غياب التفاهم على آليات العمل، إذ لم نسمع بأي برنامج للمرحلة المقبلة».
المقاطعون الآخرون آثروا عدم الحضور إلى المكان، فاكتفى د. بسام الهاشم (التيار الوطني الحر)، وهو كان مرشحاً لرئاسة الهيئة التنفيذية، بإرسال كتاب إلى رئيس مجلس المندوبين يناشده فيه «منع مهزلة الانتخابات الممهد لها بوفاق احتيالي»، مطالباً إياه ببذل ما «أمكنكم من مساع للخروج من المأزق الخطير الذي رُميت فيه، إما عبر العودة إلى احترام التوافق المعقود بيننا بتزكية الجميع لعصام خليفة رئيساً للرابطة، أو استقالة الهيئة التنفيذية المنتخبة والاحتكام مجدداً إلى مجلس المندوبين لانتخاب هيئة بديلة على غير قاعدة التوافق المطعون فيها».

المستقلون سيطرحون الثقة بالهيئة في أول جلسة لمجلس المندوبين
بدوره، فضل د. عصام خليفة صوغ بيان أرسله إلى وسائل الإعلام يؤكد فيه أنّ «مشاركتنا في الهيئات التنفيذية منذ أوائل التسعينيات كانت تنطلق من الدفاع عن الجامعة اللبنانية وأهلها، وقد عملنا بوحي هذه المبادئ في المعركة الانتخابية الأخيرة». لكن ما حصل، بحسب البيان، أنّ قوى من داخل الجامعة وخارجها تدخلت للتراجع عن اتفاق باركته كل القوى السياسية والنقابية، يقوم على انسحاب الهاشم وكفوري لمصلحة خليفة. واستغرب الرجل كيف أنّه لم يتصل به أحد ليشرح له ماذا حصل، عملاً بالأخلاق النقابية والأكاديمية. وفيما اعتذر النقابي من الأساتذة على الخطأ الذي ارتكبه في الرهان على الائتلاف، أعلن أنّه سيستمر في النضال لمكافحة الفساد.
ولدى افتتاحه جلسة الانتخاب، أوضح رئيس مجلس المندوبين أنه لا يمكن انتظار التوافق إلى ما شاء الله، وهو شخصياً لم يعد مقتنعاً بأنّ التأجيل سيغيّر الواقع.
هكذا، بدأت الجلسة وانتخب الرئيس وأعضاء المكتب بالتزكية. وجاءت النتائج على النحو الآتي: شربل كفوري (رئيساً)، وليد ملاعب (نائباً للرئيس)، حميد الحكم (أميناً للسر)، أنطونيو خوري (أميناً للصندوق)، نزيه خياط (أميناً للإعلام)، علي الديلاتي (أميناً للعلاقات العامة)، حسن زين الدين (أميناً للعلاقات الخارجية) وناجي عبد الله (مندوب الرابطة لدى صندوق التعاضد).
والأعضاء: عصام خليفة، بسام الهاشم، عبد الله زيعور، علي الحسيني، عامر حلواني، جرجس سعادة ومحمد صميلي.