نجحت القوى الأمنية في توقيف عصابتين خلال اليومين الماضيين في منطقة الشويفات. نشاط العصابتين تنوّع بين القتل والخطف والسرقة وإطلاق قذائف الـ «آر بي جي»
محمد نزال
شهدت منطقة الشويفات خلال اليومين الماضيين عدداً من الحوادث، كان أبرزها توقيف القوى الأمنية مشتبهاً في أنهم أفراد عصابة مسلحة «خطرة» قرب معمل غندور، وقد كانوا على متن سيارة مستأجرة من نوع «نيسان تيدا» ودراجة نارية من نوع «هوندا». أثناء محاولة قوة من «قسم مكافحة الإرهاب والجرائم الهامة» توقيف المشتبه فيهم، حصل تبادل إطلاق نار، دون أن يُصاب أحد بأذى. وبالنتيجة أوقف أربعة شبان هم: م. ع. (27 عاماً) وح. ع. (24 عاماً) وح. ع. (30 عاماً)، وبحسب ما جاء في بيان لقوى الأمن الداخلي، فقد تبيّن أن الشخص الرابع مخطوف من جانب العصابة، واسمه ع. ف. (20 عاماً)، وقد كان مقيّد اليدين، مكموم الفم بشريط نايلون لاصق، وهو ابن شقيقة أحد الخاطفين.
بالتحقيق مع الموقوفين الثلاثة، اعترفوا بخطف ع. ف. لاستدراج والدته، وذلك بغية قتلها بسبب «خلافات عائلية»، كما اعترفوا بقيامهم بعمليات سلب وسرقة سيارات ومنازل، طاولت العديد من المواطنين في محافظة جبل لبنان، وإضافةً إلى السيارة والدراجة النارية، ضُبط مسدّسان حربيّان، وغلاف بندقية، وسكّينان، كمية من المصاغ، شيكات مصرفية وستة غرامات من مادة باز الكوكايين المخدّرة موضّبة داخل أربعة مظاريف. في هذا الإطار، علمت «الأخبار» من مسؤول أمني متابع لعملية التوقيف، أن الموقوف ح. ع. يعدّ «شخصاً خطيراً جداً، وهو من أخطر المطلوبين للعدالة، وقد كان سجيناً سابقاً في جريمة قتل، وفي جريمة خطف أجانب على الأراضي اللبنانية»، ولفت المسؤول إلى أن المخطوف هو ابن شقيقة المذكور، ولم تتبيّن حتى الآن أسباب خطفه، لأن التحقيق لم ينته بعد «لكن يبدو أن هناك خلافات بين والدة المخطوف وزوجها، وربما خطف شقيقُها ابنَها بغية الوصول إليها والانتقام منها». يُشار إلى أن سجل الموقوف ح. ع. الجنائي كبير، وفيه أنه مطلوب للقضاء بموجب 29 مذكّرة، إضافةً إلى عدد من الأحكام القضائية الصادرة بحقه، وذلك في قضايا سرقة وتهديد وسلب، تأليف عصابة، محاولة قتل، تهريب موقوفين، إطلاق نار وقذائف «آر بي جي» وسرقة سيارات»، وما زال التحقيق جارياً بإشراف القضاء المختص. حادثة أخرى شهدتها منطقة الشويفات، فليل أول من أمس، اعترص مسلّح مجهول طريق المواطن السعودي عبد الله م. الذي كان على متن سيارة مستأجرة من نوع «BMW X6»، ثم أجبره على النزول منها تحت وطأة التهديد بالقتل. استقل المسلّح السيارة وفرّ بها مسرعاً إلى جهة مجهولة، تاركاً صاحب السيارة على قارعة الطريق.
في اليوم نفسه، حصلت عملية نشل في المنطقة نفسها، حيث تعرّضت فتاة تعمل في إحدى التعاونيات لمحاولة نشل حقيبتها التي كانت تحوي مبلغ 40 مليون ليرة لبنانية، وذلك من جانب شابيّن كانا على متن دراجة نارية. أثناء شدّ الحقيبة عن كتفها، صرخت بأعلى صوتها وتشبّثت بالحقيبة، ما أدّى إلى وقوعها أرضاً من دون أن تستسلم. إصرار الفتاة على عدم التسليم، دفع الشابين إلى التراجع والهرب. استطاع رجال فصيلة الشويفات في قوى الأمن الداخلي توقيف أحد الشابين، وهو خالد ع. ثم استدرجوا لاحقاً الشاب الثاني وهو وليد ج. وبالتحقيق معها، تبيّن أن شخصاً ثالثاً يعمل في التعاونية نفسها التي تعمل فيها الفتاة، كان قد أخبرهما بما يجب عليهما فعله، لكونه يعلم بأنّ الفتاة، في هذا اليوم تحديداً، ستحمل في حقيبتها المبلغ المذكور. المبلغ عبارة عن «غلّة» تعود لمصلحة التعاونية. إذاً، تبيّن أنها عملية مدبّرة، بعدما جرت مراقبة الفتاة وهي في طريقها، والآن يجري البحث عن الشخص الثالث المحرّض لتوقيفه. اعترف الموقوفان بأنهما قاما بعمليات كثيرة، ومعهما عدد آخر من الأشخاص، إذ تبيّن أنهما يعملان ضمن عصابة تستخدم سيارة من نوع «كيا ـــــ سوداء اللوان» وسيارة أخرى رباعية الدفع من نوع «BMW X5».