روم – خالد الغربي سباق الحمير في بلدة روم (قضاء جزين) هو تقليد سنوي يعود الى عام 1963، تنظمه لجنة مهرجانات الكرمة في البلدة بالتعاون مع البلدية. أما الهدف كما أوضح عضو اللجنة غسان حداد «فهو الوفاء لـ«الحمار» الذي تعددت قبل عقود أوجه استخداماته من وسيلة للتنقل بين القرى ونقل البضائع وبيعها، واستخدامه في العمل الزراعي، ونقل التلامذة الى المدارس، قبل أن تنتفي الحاجة إليه مع تطور الحياة والمجتمعات، وتراجع دوره الى حدود الانقراض».
الاحتفائية بالحمار وتكريمه استقطبا هذا العام جمهوراً واسعاً من أبناء البلدة وقرى الجوار، كما استوقف السباق سياحاً فرنسيين كانوا في سياحة دينية الى جزين، فأعجبت الفكرة الفتاة ماري داليمار التي قالت «إنها ستنقل فكرة سباق الحمير الى الريف الفرنسي».
اشترك في السباق تسعة حمير، إضافة الى ثلاثة «حمير» شاركوا كضيوف شرف، وقد نزل الحمير مع «فرسانهم» الى ميدان السباق بكامل لياقتهم بعدما ألبسوا ثياباً زاهية الألوان ومزركشة، وجرت عملية تحمية للحمير واستعراضات بهلوانية لم تخل من روح الدعابة والمرح، فأحدهم «ترنّح» ولم يفكّ خجله إلا بعد همسات من صاحبه في أذنه بدت كأنها كلمة سر أفرجت أسارير الحمار، فراح يستعرض قوته أمام الصبايا المحتشدات.
أخذ الحمير أماكنهم عند خط البداية، الحمار «شيح بريح» وقف بالقرب من زميله «شنهوف»، بينما انتقى الحمار «شان واو» (وهو غير صيني) مكانه بالقرب من الحمار «مجحّش وماشي».
انطلق السباق على وقع أغنية «كلّن عندن سيارات وجدّي عندو حمار»، وبدت المنافسة حامية لاجتياز 150 متراً ذهاباً وإياباً ولمرات متتالية، بينما الجمهور المحتشد على جانب حلبة السباق راح يشجع بحماسة متناهية. ولفت منذ البداية أن المنافسة كانت على أشدها بين خمسة حمير، لكن الحمار «أبو لبطة» حسم السباق لمصلحته، فحلّ أول. تلاه الحمار «متل النمر» وحلّ الحمار «ملك الحمير» ثالثاً، ونال صاحب الحمار الفائز بالمرتبة الأولى مبلغ 500 دولار، كما نال صاحبا الحمارين الفائزين بالمرتبتين الثانية والثالثة مبلغ 250 دولاراً لكل منهما، كما قدمت الكؤوس للفائزين، فضلاً عن كميات من الشعير الخالي من الدهون على حد ما قاله المعلق الرياضي على السباق. أما أحمر الحمير، فكان الحمار «الفحيش» الذي حل في المرتبة الأخيرة وبمسافة بعيدة عن رفاقه الحمير. وقد عوقب على خسارته، «إذ صعد ستة من الفتية دفعة واحدة عليه» تأديباً له.