مر شهر على جريمة قتل الشاب الجامعي إيهاب توبان قتلاً وحشياً. المتابعون يتوقفون عند تباطؤ بعض الأجهزة الأمنية في التعاون في التحقيق رغم تحديد مشتبه فيهم
أسامة القادري
في اليوم الأول من شهر رمضان مات الفتى إيهاب توبان (18 عاماً)، وجد جثة متروكة على حافة الطريق في بلدة عميق، ملفوفة بقماش، وعليها آثار طعن بالسكاكين. يومها ورد الخبر في سطرين يتيمين، نقلته بعض الصحف عن بلاغات أمنية. كانت الجملة الأخيرة منه كالآتي «التحقيقات جارية لمعرفة الفاعل»، عُرف الحادث بين المتابعين بـ«جريمة عميق».
انتهى شهر رمضان، وما زال البحث عن قاتل أو قتلة إيهاب مستمراً. المتابعون يتحدثون عن جدية تحقيقات يجريها رجال التحري، فيما يتوقفون عند تأخر المعنيين في وزارة الاتصالات بتزويدهم بالـ«داتا» المطلوبة، وعند تباطؤ بل «استهتار» أجهزة أمنية أخرى، وعن «تعاون غير منظم وقليل الفعالية من أجهزة قضائية»، وهذا الأمر «يعيق سير التحقيق كما يجب».
تسليط الضوء على هذه الجريمة يلفت إلى الوحشية التي تنفذ فيها نسبة لا بأس بها من جرائم القتل في لبنان، وإلى البطء في تحديد الفاعلين. إذاً لم يعد إيهاب إلى منزله في الكرك في 11 آب الماضي، في موعده. الشاب لأب سوري وأم لبنانية، ولد وترعرع في لبنان، وكان يعمل في منتجع سياحي في زحلة. حين كُشف على جثته تبيّن أنه تعرّض لـ12 طعنة في الجزء الأعلى من جسده.
استناداً إلى مطّلعين على التحقيق الأولي لدى الشرطة القضائية، فإن التحريات توصلت إلى معرفة السيارة التي استعملت في الجريمة، وهي من نوع جيب BMW X5 سوداء اللون، ويضيف المطلعون أن هذا التحديد تم بواسطة مراجعة تسجيلات كاميرات مراقبة لمحال تجارية عند خط قب الياس، وكاميرا أخرى رصدت السيارة في الكرك قرب من منزل توبان «أثناء خروج المجني عليه من منزله». يُرجح أن تكون السيارة مستأجرة من معرض في البقاع.
متابعو التحقيق يستبعدون فرضية أن يكون شخص واحد هو من نفّذ الجريمة، ويقولون «القتيل وقع في مصيدة عملية استدراج للقتيل». من جهة ثانية، فإن الأدلة الجنائية والكشف على الجريمة، يشيران إلى أن المجني عليه كان في وضعية الجلوس، إلى جانب السائق، ويظهر ذلك من الجرح في رقبته بطول 14 سنتم وعمق 1,5 سنتم في محاولة لذبحه، ومن الجرح البليغ في يده اليسرى، ما يرجح أنه أمسك بالسكين عندما محاولة ذبحه، ويوضح المطّلعون أن الطعنات التي تلقها تمت بـ«آلتين حادتين، واحدة شفرتها عريضة

التحريات توصلت إلى معرفة السيارة التي استعملت في الجريمة

والثانية عرضها أصغر وأطول»، ويتوقف متابعو التحقيق بألم عند بشاعة التمثيل في الجثة، إضافة إلى الكدمات في جميع أنحاء الصدر والظهر والطعنات فوق الخاصرة والصدر والرئة والظهر.
مصدر طبي أوضح أن الوفاة لم تحصل فوراً، فيما قال مسؤول أمني إنه من المتوقع أن يكون الجناة قد رموا القتيل عند الثانية عشرة ليلاً بعد تلقيه الطعنات، «لأن تقرير الطبيب الشرعي يشير إلى أن الوفاة حصلت عند الثالثة فجراً بعد تعرض إيهاب لنزيف حاد»، وقد عُثر إلى جانبه على هاتفه الخلوي دون بطارية. التحقيقات مع زملاء إيهاب في العمل تلفت إلى أن شخصين تعرفا إليه وأقاما معه علاقة صداقة، ويرجح المسؤول الأمني أن يكون لهذين الشخصين علاقة بالجريمة، إضافة إلى شخص ثالث ظهر يوم تنفيذ الجريمة.
والدة الراحل تتحدث عن مشاكل مع صهرها (زوج ابنتها) الذي يحمل الجنسيتين السورية والكندية، وتلفت إلى أن هذه المشاكل تفاقمت حتى تطورت إلى عراك وضرب بالسكين قبل أكثر من عام، ما أدى إلى وقوع قتيل، وما زال الابن الأكبر والزوج موقوفين في سوريا بسبب هذه المشاكل. استناداً إلى هذه الرواية التي نُقلت إلى المحققين اللبنانيين حُدّد الصهر كمشتبه فيه، ولكن عملية البحث عنه توجب تعاوناً مع أجهزة أمنية متنوعة، وخاصة أنه قد يكون خارج لبنان أو مختبئاً في مكان ما فيه وأنه لم يستطع أن يغادر البلاد بعد الجريمة، إن صحت فرضية مشاركته فيها.