تعرف منطقة المارينا المطلة على البحر المتوسط في مصر، باعتبارها منتجعاً للأغنياء فقط. لكنها اليوم، بعد انتهاء الحفريات الأثرية، ستغدو معروفة بموقعها الأثري الفريد من نوعه في مصر. فقد بات لبلد الأهرام والفراعنة مدينة يونانية ـــــ رومانية مكشوفة أطلالها. طرقات واسعة، فيلات من طبقتين، ومقابر محفورة في الصخر باتت مفتوحة أمام السياح الذين لم يعودوا يأتون إلى المارينا للتنزه في منتجعها فحسب، بل لرؤية المدينتين، القديمة والحديثة.Leukaspis or Antiphrae مدينة دفينة اكتُشفت صدفة. فسنة 1986، حينما بدأت ورشة العمل في منتجع المارينا السياحي، ظهرت الآثار بعد بدء الأعمال. فكان القرار أن يحدد المنتجع ويترك للمدينة الأثرية مسافة لا تزيد على ألف متر، وبدأت بعثة بولندية العمل على الموقع الذي تبين أنه مدينة لوكابسيس الأغريقية التي عُرفت في أرجاء البحر المتوسط بتجارة الزيتون وزيت الزيتون والقمح والحبوب والنبيذ. ويقول العلماء إن التجارة كانت مثمرة ومحدودة أولاً على مدن الشاطئ الليبي، لكنها تطورت وتحولت إلى جزيرة كريت اليونانية. وكانت هذه المدينة مزدهرة، وعمل عدد من سكانها الذين زاد عددهم على 15000 كتجار حبوب عبر البحر. وكشفت الحرفيات الأثرية أنهم كانوا من الأغنياء. فبيوتهم هي «فيلات» مشيدة حول الطرقات المعبدة التي ترتفع فيها الأعمدة التي يصل ارتفاعها إلى ستة أمتار، وكان لكل بيت خزان مياه خاص به تملأه مياه الأمطار، فشبكات التقاء مياه الأمطار وتصريفها نحو الخزانات واضحة التصميم في هندسة هذه البيوت.